للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان المخاطبون عربًا؛ لأنها لغة القرآن ويفهمها الجميع، أما إذا كان المخاطبون غير عرب، فلا بد للداعية أن يتحدث إلى الناس باللغة التي يفهمونها، وإذا احتاج الداعية إلى توضيح جملة بالعامية، أو اللهجة المحلية فلا بأس مع استحسان الإكثار من ضرب الأمثال الدارجة في البلد إذا كانت توضح المقصود من الكلام؛ لأن الغاية توصيل المعلومات إلى أذهان الناس بأسهل طريق وأيسر سبيل دون تعقيد، أو التواء أو تنطع في الكلام.

ومن الأمور الهامة التي يجب على الداعية معرفتها ما ينتشر في البلد من مذاهب هدامة، وأفكار منحرفة فعلى الداعية أن يعرف هذا ويتنبه له، وخاصة البلد الذي يعيش فيه ويدعو فيه، عليه أن يتعرف أيضًا على ما يقوم عليه البلد من نظم وما يسوده من مذاهب، وما فيه من قوى متصارعة، وما يجري فيه من تيارات متعددة، وما يعاني من متاعب، اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، ومصادر وعوامل ضعف هذا البلد، حتى يتمكن من معالجتها بالتي هي أحسن من جهة، ومن جهة أخرى يشارك في البناء والتعمير بناء القلوب بالعقيدة والإيمان، وتعمير النفوس بالطاعة لله رب العالمين، إن الداعية الواعي لا ينجح في دعوته ما لم يعرف أحوال من يدعوهم، بما في ذلك اللغة واللهجة التي يتكلمونها، حتى يستطيع الداعية أن يتكلم بلسانهم وينطق بلهجتهم، كل ذلك ينبغي أن يعرفه رجل الدعوة قبل أن يبدأ بدعوته، حتى تكون دعوته من علم وتخطيط، وإحكام ودراسة وبهذا تؤدي الدعوة ثمارها، ويجد الداعية لعمله قبولا وفائدة، وتأثيرا واضحا في قلوب الناس، وسلوكهم، وتصرفاتهم ومعاملاتهم، وفي كل شئونهم الخاصة والعامة.

<<  <   >  >>