المستمع ويستفيدها في الدنيا، والآخرة من البقاء والاستماع للذكر، وأن ذلك أي البقاء والاستماع دليل على حب الخير والفائدة، ومن ثم يستطيع المستمع أن يستفيد ويفيد، ويصبح عضوًا نافعا وفاعلا في المجتمع، ينفع نفسه وأهل والمجتمع الذي يعيش فيه، فطلب العلم والاستفادة واجب على كل مسلم ومسلمة، وخاصة العلوم الدينية التي يتعبد الله بها المسلم، ثم يبين الداعية للمستمع أنه لا بد من معرفة الأمور التي يتعبد الله بها بحيث تكون سليمة صحيحة، فلا بد إذًا من حضور مثل هذه المجالس، والمشاركة فيها بالرأي والمناقشة بروح عالية ورغبة جادة في الاستفادة، فعلى الداعية بيان ذلك للحضور والمستمعين، إما عن طريق مقدمة في أول الحديث أو بتخصيص موضوع بعينه لبيان ذلك، وشرحه وتوضيحه من جميع الجوانب، وبيان أن الموضوع عصري ومرتبط بالواقع المحسوس، وأنه يعالج المشاكل الاجتماعية المنتشرة في البلد، ويناقش الظواهر الغير طبيعية عند الشباب، والتي كثيرًا ما نراها تظهر بين فترة، وأخرى بين الشباب تقليدًا أعمى جريًا وراء الموضة -إن صح التعبير- فيكشف الداعية عنها النقاب، ويبين خطر الظواهر الغريبة على ديننا ومجتمعنا المسلم المحافظ، ثم ينبغي أن يشير الداعية إلى أنه سوف يتحدث مثلا عن بعض المذاهب، والانحرافات والخلافات المنتشرة في البلد، والتي تنخر في كيانه وأركانه كما ينخر السوس في الخشب، فيبين الداعية حكم الشرع فيها مقرونًا بالدليل من الكتاب والسنة المطهرة حتى يجلس المستمع، وهو على يقين من الحكم فلا يمل إذا عرف أن الحديث يهمه ويمس كيانه، ويعالج مشاكله ويضع لها الحلول المناسبة.