للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ قال له: «إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء» . وفي رواية: «قرّبوا ولا تنفّروا» .

وجاء أعرابيّ يطلب منه شيئا، فأعطاه صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال له: «آحسنت إليك؟» .

قال الأعرابيّ: لا، ولا أجملت.

فغضب المسلمون، وقاموا إليه. فأشار إليهم أن كفّوا.

ثمّ قام ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابيّ وزاده شيئا، ...

(ثمّ قال له: «إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء» ) ؛ أي: الغائط.

(وفي رواية: «قرّبوا ولا تنفّروا» ) . قال العراقي: متّفق عليه؛ من حديث أنس رضي الله تعالى عنه. انتهى «شرح الإحياء» .

(و) في «الإحياء» أيضا: (جاء أعرابيّ) لم يسمّ (يطلب منه شيئا) ؛ أي:

من مطالب الدنيا (فأعطاه صلّى الله عليه وسلم، ثمّ قال: «آحسنت إليك؟!» ) - بهمزة ممدودة وسكون حاء؛ لاجتماع همزة الأفعال وهمزة الاستفهام التقريري وهو حمل المخاطب على الإقرار بأنه أحسن إليه وأنعم عليه.

(قال الأعرابيّ: لا) أي: لا أعطيتني كثيرا، ولا قليلا (ولا أجملت) أي:

ولا أتيت بالجميل، أو ولا أوصلتني جميلا حيث لا أحسنت جزيلا. وقيل:

ما أجملت ما أكثرت، وهو أوّل؛ قاله ملا علي قاري.

(فغضب المسلمون) من كلامه وجرأته عليه صلّى الله عليه وسلم (وقاموا إليه) ليضربوه ويجازوه بما يستحقّه. (فأشار إليهم أن كفّوا) أي: امتنعوا عنه.

وهذا من حلمه صلّى الله عليه وسلم وشفقته تألّفا له؛ ليحسن إسلامه.

(ثمّ قام) من مجلسه، (ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابيّ وزاده شيئا) على

<<  <  ج: ص:  >  >>