فأشهدك أنّي قد رضيت بالله ربّا؛ وبالإسلام دينا، وبمحمّد صلّى الله عليه وسلّم نبيّا. قال القاضي عياض في «الشّفا» : (وحسبك ما ذكرناه ممّا في «الصّحيح» والمصنّفات الثّابتة، ممّا بلغ متواترا مبلغ اليقين: من صبره على مقاساة قريش، ...
صاحبهما، إذ الاختبار: الامتحان، وهو لم يختبر الخصلتين. والمذكور بخطّ الشاميّ: خبرتهما- بلا «ألف» - أي: علمتهما منه بما رأيت من فعله صلّى الله عليه وسلم
(فأشهدك) يا عمر؛ (أنّي قد رضيت بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد صلّى الله عليه وسلم نبيّا) .
وفي رواية: وما حملني على ما رأيتني صنعت يا عمر إلّا أنّي كنت رأيت صفاته التي في «التوراة» كلّها إلّا الحلم، فاختبرت حلمه اليوم فوجدته على ما وصف في «التوراة» ، وإنّي أشهدك أنّ هذا التمر وشطر مالي في فقراء المسلمين. وأسلم أهل بيته كلّهم إلّا شيخا غلبت عليه الشّقوة. انتهى «زرقاني» رحمه الله تعالى.
(قال) العلّامة الإمام (القاضي) أبو الفضل: (عياض) بن موسى اليحصبيّ الأندلس السّبتي- سقى الله ثراه صبيب الرحمة والرضوان- (في) كتابه ( «الشّفاء» ) الذي هو كاسمه شفاء، أي: شفاء لما في الصدور.
قال في «الباب الثّاني منه؛ في آخر: فصل الحلم والاحتمال» :
(وحسبك) أي: مغنيك وكافيك (ما ذكرناه ممّا في الصّحيح) أي: في الكتب الصحيحة، (والمصنّفات الثّابتة) أي: ولو لم تكن من الصحاح الستة!! أو: ولو لم تكن صحيحة؛ بل ثابتة حسنة!! فإنّها حجّة بيّنة؛ أي: كافيك ذلك منضمّا (ممّا بلغ) أي: ممّا وصل عندك مجموعه (متواترا) ؛ تواترا معنويا (مبلغ اليقين) أي: مبلغا يحصل به اليقين للمؤمنين في أمر الدين، ولو قال «مبلغ الضروريّ» !! كان أولى.
(من صبره) بيان ل «ما بلغ» ؛ أي: من تحمّله (على مقاساة قريش) أي: