للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت تسمّيه قريش قبل نبوّته: (الأمين) .

ولمّا اختلفوا عند بناء الكعبة فيمن يضع الحجر.. حكّموا أوّل داخل عليهم، فإذا بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم داخل، وذلك قبل نبوّته، فقالوا: (هذا محمّد الأمين.. قد رضينا به) .

(وكانت تسمّيه قريش قبل نبوّته) أي: ظهورها ودعوتها ( «الأمين» ) ، لأمانته وصدق قوله في جميع أحواله.

قال ابن إسحاق: كان صلّى الله عليه وسلم يسمّى «الأمين» بما جمع الله له من الأخلاق الصالحة.

قال الخفاجي: وهذا حديث صحيح، رواه أحمد في «مسنده» ، والحاكم، والطبرانيّ؛ عن علي كرم الله وجهه.

(ولمّا اختلفوا) ؛ أي: قريش (عند بناء الكعبة) حين أجمرت فطارت شرارة؛ فاحترقت الكعبة فهدموها، وأرادوا تجديد بنائها فوقع خلافهم (فيمن يضع الحجر) الأسود في موضعه الأصليّ قبل هدمه، وكلّ يقول «أنا وأتباعي نضعه» ؛ افتخارا بوضعه، لأنه الركن الأعظم في ذلك المقام الأفخم، وكاد أن يقع بينهم القتال، لكثرة منازعة الرجال.

(حكّموا) - بفتح الحاء المهملة، وتشديد الكاف- فعل ماض، وهو جواب «لمّا» أي: ارتضوا بأن يكون الحاكم في ذلك (أوّل داخل عليهم) لدفع النزاع عنهم.

(فإذا بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلم داخل) «إذا» فجائية، أي: فاجأهم دخوله عليهم بغتة من غير طلب ولا ميعاد منهم، (وذلك قبل) دعوى (نبوّته) وظهور رسالته صلّى الله عليه وسلم؛ وهو ابن خمس وثلاثين سنة، (فقالوا) مقرّين له بوصف أمانته (: هذا محمّد الأمين.. قد رضينا به) حكما في هذه القضية، فلما انتهى إليهم ذكروا له ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>