للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنّ الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له: يا أبا الحكم؛ ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا، تخبرني عن محمّد:

صادق، أم كاذب؟ ...

وروى أبو ميسرة أنّه صلّى الله عليه وسلم مرّ بأبي جهل وأصحابه؛ فقالوا: والله يا محمد؛ ما نكذبك، وإنّك عندنا لصادق، ولكنّا نكذّب بما جئت به ... فنزلت هذه الآية انتهى خفاجي على «الشفاء» .

وفي «المواهب» : روي أنّ أبا جهل لقي النبيّ صلّى الله عليه وسلم في بعض فجاج مكّة فصافحه. فقيل له: تصافحه!؟ فقال: والله؛ إنّي لأعلم أنّه نبي، ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف!! فأنزل الله الآية فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ رواه ابن أبي حاتم.

وقيل: أي روي؛ كما أخرجه ابن إسحاق، والبيهقيّ؛ عن الزّهريّ، وكذا ابن جرير؛ عن السّدّي، والطبرانيّ في «الأوسط» :

(إنّ الأخنس) - بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح النون وآخره سين مهملة؛ بزنة «أفعل» التفضيل: صحابيّ كما صرح به الخفاجيّ؛ في «شرح الشّفاء» ، وقال الزرقاني على «المواهب» : إنّه أسلم بعد ذلك.

وقال الخفاجيّ: اسمه أبيّ (بن شريق) - بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وقاف آخره؛ على وزن «فعيل» ابن ثعلبة الثقفي، قتل يوم بدر كافرا- يعني شريقا-؛ قاله الخفاجي.

(لقي أبا جهل يوم بدر) ، وكان يوم جمعة السنة الثانية من الهجرة في سابع عشر رمضان؛

(فقال له: يا أبا الحكم) - بفتحتين- كنيته في الجاهلية، فغيّرها النبي صلّى الله عليه وسلم وكنّاه «أبا جهل» ؛ قاله العلّامة ملا علي قاري.

(ليس هنا غيري وغيرك) أي: أحد (يسمع كلامنا) أي: فيما بيننا، (تخبرني) خبر معناه أمر، أي: أخبرني (عن محمّد) أي: عن وصفه؛ (: صادق أم كاذب؟) - يعني: أصادقا؛ فحذفت الهمزة تخفيفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>