للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتارة يردف خلفه وقدّامه، وهو في الوسط.

ولمّا قدم صلّى الله عليه وسلّم مكّة استقبله أغيلمة بني عبد المطّلب، فحمل واحدا بين يديه، وآخر خلفه.

أبو بكر عثمان عليّ أسامة ... سهيل سويد جبرائيل المقرّب

صفيّة والسّبطان، ثمّ ابن جعفر ... معاذ وقيس والشّريد المهذّب

وآمنة مع خولة وابن أكوع ... وزيد أبو ذرّ سما ذاك جندب

معاوية زيد وخوّات ثابت ... كذاك أبو الدّرداء في العدّ يكتب

وأبناء عبّاس وابن أسامة ... صديّ بن عجلان حذيفة صاحب

كذلك جا فيهم أبو هريرة من روى ... ألوفا من الأخبار تروى وتكتب «١»

وعدّ من الأرداف يا ذا أسامة ... هو ابن عمير ثمّ عقبة يحسب

وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو ... إياس وأنثى من غفار تقرّب

وأردف شخصا، ثمّ أردف ثانيا ... وما سمّيا فيما روي يا مهذّب

أولئك أقوام بقرب نبيّهم ... لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرّب

(وتارة يردف) - بضمّ أوّله؛ من الإرداف- والرّدف والرّديف: الراكب خلف الراكب بإذنه؛ قاله في «المواهب» . (خلفه) أي: من ورائه (وقدّامه) أي:

أمامه، (وهو) صلى الله عليه وسلم يكون (في الوسط) ، وقد بيّن ذلك في قوله:

(ولمّا قدم صلّى الله عليه وسلم مكّة استقبله أغيلمة) - تصغير الغلمة: جمع الغلام- وهو شاذّ، والقياس غليمة؛ قاله الكرماني. انتهى «زرقاني»

(بني عبد المطّلب، فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه) . رواه البخاريّ؛ عن عبد الله بن عبّاس، وقد بيّن في رواية أخرى هذين المبهمين، ففي البخاريّ: قال ابن عبّاس أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكّة وقد حمل قثم- بضم القاف وفتح المثلاثة الخفيفة- بين يديه، والفضل خلفه، أو قثم خلفه والفضل بين يديه؟! شكّ الراوي، ففي هذه الرواية الآخرى بيان المبهمين في الرواية الأولى.


(١) يستقيم الوزن بإبدال (هريرة) إلى (هرّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>