مشارق الأرض ومغاربها، وهم أقدم ذوي البيوتات بمكّة، وإنّ أوّل من قدم منهم مكّة الشيخ رضيّ الدين أبو بكر محمّد بن أبي بكر بن علي بن فارس الحسيني الطبري. قيل: سنة سبعين وخمسمائة، أو: في التي بعدها وانقطع بها، وزار النبي صلّى الله عليه وسلم، وسأل الله عنده أولادا علماء، هداة مرضيين؛ فولد له سبعة أولاد؛ وهم: محمّد، وأحمد، وعلي، وإبراهيم، وإسحاق وإسماعيل، ويعقوب.
وكانوا كلّهم فقهاء علماء مدرّسين. انتهى، ذكره في مواضع متفرقة.
وكان دخول القضاء وإمامة مقام إبراهيم في بيتهم سنة: ثلاث وسبعين وستمائة؛ كما ذكره النجم بن فهد في تاريخه «إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى» ، والفاسيّ في «العقد الثمين» .
وكان منصب الخطابة قديما ينتقل بمكّة في ثلاثة بيوت: الطبريين، والظهريين، والنّويريين. وبيت الطبريّ أقدمهم في ذلك؛ كما يعلم من كتب التواريخ.
ومن خطباء الطبريين: المحبّ الطّبريّ، والبهاء الطبريّ،
ولبني الطبري مزيد التقوى والورع والصلاح، وتوفّر أسباب الخير والفلاح؛
وكان مولد صاحب الترجمة سنة: خمس عشرة وستمائة، أو: ستّ عشرة.
سمع من أبي الحسن بن المقيّر، وابن الجمّيزي، وشعيب الزعفراني، وعبد الرحمن بن أبي حرمي، وجماعة. وتفقّه ودرّس وأفتى وصنّف.
وكان شيخ الشافعية ومحدّث الحجاز، إماما صالحا، زاهدا كبير الشأن، روى عنه البرزالي، وأبو الحسن العطّار، وولده قاضي مكّة؛
وصنّف التصانيف الجيّدة؛ منها: كتاب «الأحكام» في الحديث، وله «مختصر في الحديث» رتّبه على أبواب الفقه، وكتاب «خلاصة سيرة سيّد البشر، صلى الله عليه وسلم» ، وكتاب «صفوة القرى في صفة حجة المصطفى صلّى الله عليه وسلم وطوفه بأمّ القرى» ، وكتاب «السّمط الثمين في مناقب أمّهات المؤمنين» ، و «القرى