فإنّ الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميّزا بين أصحابه» ) .
وقال في «الشّفا» : (عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه قال:
وفد وفد النّجاشيّ، ...
فإنّ الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميّزا بين أصحابه» ) ؛ أي: لا يثني عليه إذا رآه متميّزا.
والمكروه له تعالى في الحقيقة هو تميّز العبد؛ لا رؤيته تعالى لذلك.
(وقال) القاضي عياض (في) كتاب ( «الشّفا) بتعريف حقوق المصطفى صلّى الله عليه وسلم» :
وأخرجه ابن إسحاق، والبيهقي في «الدلائل»(؛ عن أبي قتادة) الأنصاريّ السّلمي- بفتحتين-: الحارث؛ ويقال: عمرو- أو النعمان- بن ربعي- بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها مهملة-.
شهد أحدا وما بعدها، ولم يصحّ شهوده بدرا، وكان يقال له «فارس رسول الله صلّى الله عليه وسلم» .
ومات سنة: أربع وخمسين. وقيل: ثمان وثلاثين، والأوّل أصحّ، وأشهر وعمره: سبعون سنة- بتقديم السين المهملة على الموحدة-.
روى له أحمد، وأصحاب «السنن»(رضي الله تعالى عنه؛ [قال] :
وفد) أي: قدم (وفد) - بسكون الفاء-: اسم جمع بمعنى: وافدين (النّجاشيّ) - بفتح النون وكسرها وتشديد الياء وتخفيفها- واسمه: أصحمة، والنّجاشيّ اسم لكلّ من ملك الحبشة، وكان رضي الله عنه ممن أعان المسلمين لمّا هاجروا إليه، وكاتب النبي صلّى الله عليه وسلم، وأهدى له الهدايا، وزوّجه ب «أمّ حبيبة» رضي الله تعالى عنها. وكتب له النبيّ صلّى الله عليه وسلم كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، فأسلم على يد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه سنة: ستّ. وكان بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلم محبّة عظيمة، فلما توفي في رجب سنة: تسع من الهجرة نعاه النبي صلّى الله عليه وسلم وصلّى على