للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فما زال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقولها حتّى قلنا: ليته سكت.

قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يكون عطف تفسير، فإنّا لو حملنا القول على الإطلاق؛ لزم أن الكذبة الواحدة كبيرة!! وليس كذلك.

وجزم غيره بأنّه عطف خاصّ على عامّ، وأنّ كلّ شهادة زور قول زور، ولا ينعكس.

وفيه أنّه ينبغي للواعظ والمفيد فعل ما يفيد كثرة توجّه الحاضرين من تغيير الوضع والتكرار والمبالغة وإجهاد النفس في الإفادة؛ حتّى يرحمه السامعون، كما يدلّ له قوله (قال) أي: أبو بكرة

(: فما زال رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقولها) أي: هذه الكلمة؛ وهي «شهادة الزّور، أو قول الزّور» (حتّى قلنا: ليته سكت) تمنّوا سكوته!! شفقة عليه وكراهة لما يزعجه، أو خوفا أن يجري على لسانه ما يوجب نزول البلاء عليهم. وفيه ما كانوا عليه من كثرة الأدب والمحبّة والشفقة عليه صلّى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>