الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وملّة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين» .
- بكسر الفاء- (الإسلام) ؛ أي: دينه الحق، وقد ترد الفطرة بمعنى السّنّة.
(وكلمة الإخلاص) ، هي كلمة الشهادة، (ودين نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم) ، الظاهر أنّه قال [ذلك] تعليما لغيره. ويحتمل أنّه جرّد من نفسه نفسا يخاطبها.
قال ابن عبد السلام في «أماليه» : و «على» في مثل هذا تدلّ على الاستقرار والتمكّن من ذلك المعنى، لأن الجسم إذا علا شيئا تمكّن منه واستقرّ عليه، ومنه أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ [٥/ البقرة] . قال النووي في «الأذكار» : لعله صلى الله عليه وسلّم قال ذلك جهرا ليسمعه غيره؛ فيتعلّمه منه. انتهى مناوي على «الجامع» .
(وملّة أبينا إبراهيم) الخليل (حنيفا) : مائلا إلى الدين المستقيم، (مسلما؛ وما كان من المشركين» ) .
قال العلقمي في «شرح الجامع الصغير» : قال شيخنا- يعني السيوطي-:
فائدة؛ وهي عزيزة النقل: فرع أوّل المساء: من الزوال. ذكره الفقهاء عند كلامهم على كراهة السّواك للصائم بعد الزوال، أما الصباح!! فقلّ من تعرّض له، وطالما فحصت عنه!! إلى أن وقفت عليه في ذيل «فصيح ثعلب» للعلّامة موفق الدين البغدادي قال: الصباح عند العرب: من نصف الليل الأخير إلى الزوال، ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول. انتهى ما نقله.
قلت: ومن فوائده أنه يشرع ذكر الألفاظ الواردة في الأذكار المتعلّقة بالصباح والمساء، وهذا واضح في «الأذكار» التي فيها ذكر المساء والصباح، أمّا التي فيها ذكر اليوم والليلة!! فلا يتأتّى فيها ذلك إذ أوّل اليوم شرعا من طلوع الفجر، والليل من غروب الشمس. انتهى.
وقال ابن حجر في «شرح المشكاة» - بعد كلام الموفّق-: والظاهر أنّ المراد في الأحاديث بالمساء: أوائل الليل، وبالصباح: أوائل النهار.