وفي «الصحيح» : أنّ نساءه كنّ يراجعنه ... الحديث. وتهجره الواحدة منهنّ يوما إلى الليل، ودفعته إحداهنّ في صدره؛ فزجرتها أمّها؛ فقال لها:
«دعيها فإنّهنّ يصنعن أكثر من ذلك» ؛ كذا في «الإحياء» .
وجرى بينه وبين عائشة كلام؛ حتى أدخل بينهما أبا بكر حكما؛ كما في خبر «الطّبرانيّ» ، وقالت له عائشة مرّة في كلام غضبت عنده: وأنت الذي تزعم أنّك نبيّ الله!! فتبسّم، كما في خبر أبي يعلى، وأبي الشّيخ؛ عنها.
وكان يعتني بهنّ ويهتمّ بتفقّد أحوالهنّ، فكان إذا صلّى العصر دار على نسائه، فدنا منهنّ، واستقرأ أحوالهنّ، فإذا جاء اللّيل انقلب إلى صاحبة النّوبة.
وكان إذا شربت عائشة من الإناء؛ أخذه فوضع فمه على موضع فمها. رواه مسلم.
ولمّا أراد أن يحمل صفيّة بنت حييّ على بعير؛ نصب لها فخذه لتضع رجلها عليه؛ فلوت ساقها عليه.
فينبغي الاقتداء به صلى الله عليه وسلّم في تلك الملاطفة. وفي «تذكرة ابن عراق» ؛ عن الإمام مالك: يجب على الرّجل أن يتحبّب إلى أهل داره حتّى يكون أحبّ النّاس إليهم.
وذكر نحوه يوسف الصّدفي المالكي رحمهم الله تعالى.
والحديث ذكره في «الجامع الصّغير» مرموزا له برمز الترمذي في «المناقب» ؛ عن عائشة رضي الله عنها. وابن ماجه؛ عن ابن عباس. والطبراني في «الكبير» ؛ عن معاوية. وصحّحه الترمذي؛ وتمام الحديث:«وإذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه» . انتهى مناوي على «الجامع الصغير» .
١١٤- ( «خيركم) ؛ أيّها الصّحب، (خيركم لأهلي) : زوجاتي وأقاربي وعيالي، (من بعدي» ) ؛ أي: من بعد وفاتي وقد قبل أكثر الصحابة وصيّته، فقابلوهم بالإكرام والاحترام.