قال ابن عربي: أمراض النّفس قوليّة وفعليّة، وتفاريع القولية كثيرة، لكن عللها وأدويتها محصورة في أمرين:
الأوّل: ألاتتكلّم إذا اشتهيت أن تتكلّم.
والثّاني: ألاتكلم إلا فيما إن سكتّ عنه عصيت، وإلّا! فلا، وإيّاك والكلام عند استحسان كلامك، فإنّه حالتئذ من أكبر الأمراض، وماله دواء إلّا الصّمت، إلّا أن تجبر على رفع السّتر، وهذا هو الضّابط. انتهى من المناوي على «الجامع» .
والحديث ذكره في «الشّفا» للقاضي عياض، و «الجامع الصغير» للسيوطي، وقال: أخرجه ابن المبارك في «الزّهد» ، وكذا الخرائطي في «مكارم الأخلاق» ؛ عن خالد بن أبي عمران مرسلا.
ورواه أبو الشّيخ ابن حيان؛ عن أبي أمامة رضي الله عنه.
ورواه عنه أيضا الدّيلمي، ثمّ قال: وفي الباب عن أنس.
ورواه البيهقي في «شعب الإيمان» ؛ عن أنس بن مالك رفعه، وعن الحسن البصري مرسلا بلفظ:«رحم الله امرأ تكلّم فغنم؛ أو سكت فسلم» .
قال الحافظ العراقي في سند المرسل: رجاله ثقات، والمسند فيه ضعف.
قال الشّهاب الخفاجي: وله شواهد وروايات تقوّيه وتصحّحه.
١٣٤- ( «رضيت لأمّتي ما) ؛ أي: كل شيء (رضي لها) به أبو عبد الرحمن عبد الله (ابن) مسعود الهذليّ، ويقال له: ابن (أمّ عبد) الهذليّة؛
أسلم قديما، وشهد المشاهد كلّها، وهاجر الهجرتين، وصلى إلى القبلتين.
وكان النّبي صلى الله عليه وسلّم يقرّبه؛ ولا يحجبه، وهو صاحب سواكه ونعليه وطهوره، وبشّره بالجنّة.