وللبزّار بسند صحيح؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه رفعه:«السّعيد من سعد في بطن أمّه، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه» . انتهى كلام الزرقاني.
١٣٨- ( «السّفر قطعة من العذاب» ) ؛ أي: جزء منه؛ لما فيه من التّعب ومعاناة الرّيح والشّمس والبرد والخوف والخطر وأكل الخشن وقلّة الماء والزّاد وفراق الأحبّة.
ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث ابن عمر مرفوعا:«سافروا تصحّوا» ؛ لأنّه لا يلزم من الصّحّة بالسّفر؛ لما فيه من الرّياضة؛ ألايكون قطعة من العذاب؛ لما فيه من المشقّة!! فصار كالدّواء المرّ المعقب للصّحّة، وإن كان في تناوله الكراهة!. انتهى «عزيزي» .
وبما تقرّر علم أنّ المراد العذاب الدنيويّ الّذي هو الألم النّاشئ عن المشقّة:
لما يحصل بذلك من ترك المألوف أو نقصه؛ يدل له بقيّة الحديث:«يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه؛ فليعجّل الرّجوع إلى أهله» .
أخرجه الإمام مالك في آخر «الموطّأ» ، والإمام أحمد، والشّيخان، وابن ماجه: كلهم؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. ولله درّ من قال:
وإنّ اغتراب المرء من غير خلّة ... ولا همّة يسمو بها لعجيب
وحسب الفتى ذلّا؛ وإن أدرك العلا ... ونال الثّريّا: أن يقال غريب
لطيفة: لمّا جلس إمام الحرمين للتّدريس محلّ أبيه بعد موته سئل: لم كان السّفر قطعة من العذاب؟! فأجاب على الفور: لأنّ فيه فراق الأحباب. انتهى شروح «الجامع الصغير» .
١٣٩- ( «سيّد القوم خادمهم» ) ؛ لأنّ السّيّد هو الّذي يفزع إليه في النّوائب