منزّه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم
وقد حكى القرطبيّ رحمه الله تعالى في (كتاب الصّلاة) ، أنّه قال: لم يظهر لنا تمام حسنه صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه لو ظهر لنا تمام حسنه.. لما طاقت أعيننا رؤيته صلّى الله عليه وسلّم) انتهى.
(منزّه) : مبعّد (عن شريك في محاسنه) ؛ جمع محسن؛ بمعنى الحسن أي: لا شريك له في حسنه، (فجوهر الحسن) أصله (فيه غير منقسم) ؛ أي:
متفرّق.
ومعنى البيتين: هو الذي كمل باطنه في الكمالات، وظاهره في الصفات. ثم اختاره خالق الإنسان حبيبا لا شريك له في الحسن. وجوهره لا يقبل القسمة بينه وبين غيره. كما أن الجوهر الفرد المتوهّم في الجسم، ويقول المتكلمون: الجسم مركّب منه غير منقسم بوجه؛ لا بالفرض، ولا بالوهم، ومن كان موصوفا بكمال الصفات ظاهرا وباطنا كان محبوبا؛ قاله الشيخ خالد.
(وقد حكى) الشيخ العلّامة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح- بإسكان الراء وبالحاء المهملتين- أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي (القرطبيّ) - بضم القاف والطاء المهملة وموحدة-؛ نسبة إلى قرطبة مدينة بالأندلس، المفسّر وكان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين، الزّاهدين المشغولين بأمور الآخرة.
أوقاته ما بين توجّه وعبادة وتصنيف. وله تصانيف كثيرة.
أخذ عن أبي العبّاس أحمد بن عمر القرطبي شارح «مسلم» المتوفى بالإسكندرية سنة: - ٦٢٦- ست وعشرين وستمائة. وأخذ عن غيره واستقر ب «منية ابن خصيب» ، وبها مات سنة: - ٦٧١- إحدى وسبعين وستمائة (رحمه الله تعالى في كتاب الصّلاة) ؛ عن بعضهم:(أنّه قال: لم يظهر لنا تمام حسنه صلّى الله عليه وسلم) ؛ رفقا من الله تعالى بنا، (لأنّه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صلّى الله عليه وسلم) ؛ لعجزنا عن ذلك. (انتهى) ما في «المواهب» . ولقد أحسن البوصيري حيث قال: