للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخفّفوا عنه من ضريبته، وقال: «خير ما تداويتم به.. الحجامة» .

وروى ابن ماجه في «سننه» : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا صدّع ...

ويكون الفاعل منهم واحدا. وحديث جابر أنّه مولى بني بياضة وهم! فإنّ مولى بني بياضة آخر؛ يقال له: أبو هند- أن يخفّفوا عنه من خراجه.

(فخفّفوا عنه من ضريبته) التي كانت عليه لمواليه، وهي الخراج المضروب عليه. وكان خراجه ثلاثة آصع من تمر، فوضعوا عنه صاعا، بشفاعته صلى الله عليه وسلم؛ كما في «الشّمائل» .

قال النّوويّ في «شرح مسلم» وحقيقة المخارجة: أن يقول السّيد لعبده:

تكتسب وتعطيني من الكسب كلّ يوم درهما مثلا، والباقي لك، أو في كلّ أسبوع كذا وكذا. ويشترط رضاهما.

(وقال) صلى الله عليه وسلم يخاطب أهل الحجاز، ومن بلادهم حارّة، أو عامّا: ( «خير ما تداويتم به) من هيجان الدّم (الحجامة» ) لأنّ دماء أهل الحجاز؛ ومن في معناهم رقيقة تميل إلى ظاهر أجسادهم، لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح البدن، فالحجامة تنقي سطح البدن أكثر من الفصد، وقد تغني عن كثير من الأدوية.

قال في «زاد المعاد» : الحجامة في الأزمان الحارّة؛ والأمكنة الحارّة؛ والأبدان الحارّة التي دم أصحابها في غاية النّضج أنفع، والفصد بالعكس. ولذا كانت الحجامة أنفع للصّبيان؛ ولمن لا يقوى على الفصد. انتهى «قسطلّاني» .

(وروى ابن ماجه في «سننه» ؛ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صدّع) - بتشديد الدّال- مبنيّ للمفعول. قال المجد: صدّع بالضمّ تصديعا، ويجوز في الشّعر صدع ك:

عني، فهو مصدوع، فقصر التخفيف على الشّعر. انتهى «زرقاني» .

<<  <  ج: ص:  >  >>