للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أثر آخر: «عليكم بالشّفاءين: العسل، ...

هو غذاء من الأغذية، ودواء من الأدوية، وشراب من الأشربة!، وحلوى من الحلاوات!، وطلاء من الأطلية!، ومفرح من المفرحات!! فيطلب لعق العسل النّحل في كلّ شهر ثلاثة أيّام منه؛ في أوّله، أو أثنائه. وتخصيص الثّلاث!! لسرّ علمه الشّارع. انتهى شروح «الجامع الصّغير» .

(وفي أثر آخر) أخرجه ابن ماجه، والحاكم في «الطّبّ» ؛ عن ابن مسعود مرفوعا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم- وقال الحاكم: إنّه على شرط الشّيخين- وأخرجه ابن أبي شيبة، والحاكم أيضا مرقوفا على ابن مسعود، ورجاله رجال الصّحيح.

وقال البيهقيّ في «الشّعب» : الصّحيح أنّه موقوف على ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

( «عليكم) ؛ أي: الزموا التّداوي (بالشّفاءين) ، قال تعالى في العسل فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ [٦٩/ النحل] وقال في القرآن وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ [٨٢/ الإسراء] فالشّفاء ثابت لكلّ بنصّ القرآن.

(العسل) النحل وهو لعابها.

وله منافع كثيرة، منها: أنه ينفع البشرة وينعّمها، وإن اكتحل به جلا البصر، وإذا استنّ به بيّض الأسنان؛ وصقلها؛ وحفظ صحّتها؛ وصحّة اللّثّة؛ وإذا تغرغر به نفع من أورام الحلق، ومن الخنّاق، ويوافق السّعال البلغميّ، ويدرّ البول، ويليّن البطن، ويفتح سددها، ويفتح أفواه العروق، ويدرّ الطّمث، وينفع من لسع العقرب، ومن نهش الهوام ذوات السّموم، ومن عضّة الكلب، ولعقه على الرّيق يذيب البلغم، ويدفع الفضلات، ويغسل خمل المعدة، ويشدّها، ويسخّنها باعتدال، ويفتح سددها، ويفعل مثل ذلك بالكبد؛ والكلى؛ والمثانة.

وقد كان النّبي صلى الله عليه وسلم يشرب كلّ يوم قدح عسل ممزوجا بالماء على الرّيق.

فهذه حكمة عجيبة في حفظ الصّحّة؛ لا يعقلها إلّا العالمون!.

<<  <  ج: ص:  >  >>