.........
وما فقد الماضون مثل محمّد ... ولا مثله حتّى القيامة يفقد
أعفّ وأوفى ذمّة بعد ذمّة ... وأقرب منه قائلا لا ينكّد
وأبذل منه للطّريف وتالد ... إذا ضنّ ذو مال بما كان يتلد
وأكرم بيتا في البيوت إذا انتمى ... وأكرم جدّا أبطحيّا يسوّد
وأمنع ذروات وأثبت في العلا ... دعائم عزّ شامخات تشيّد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا ... وعودا كعود المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتمّ تمامه ... على أكرم الخيرات ربّ ممجّد
تناهت وصاة المسلمين بكفّه ... فلا العلم محبور ولا الرّأي يفند
أقول ولا يلقى لقولي عائب ... من النّاس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه ... لعلّي به في جنّة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره ... وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
ورثاه حسّان رضي الله عنه أيضا بقوله:
كنت السّواد لناظري ... فعمي عليك النّاظر
من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر
ولا يرد على هذا كلّه ما رواه ابن ماجه- وصحّحه الحاكم-؛ عن ابن أبي أوفى: أنّه صلى الله عليه وسلم نهى عن المراثي!!
لأن المراد مراثي الجاهلية، وهي ندبهم الميت بما ليس فيه؛ نحو «والهفاه، واجبلاه» لا مطلقا. فقد رثى حسّان حمزة وجعفرا وغيرهما في زمنه صلى الله عليه وسلم؛ ولم ينهه!! قاله الزرقاني؛ على «المواهب» .
(و) أخرج الترمذي في «الجامع» و «الشمائل» - وقال في الجامع: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الله بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة-: