للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ [إبراهيم: ٤٠- ٤١] .

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ [نوح: ٢٨] . ورَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً [الإسراء: ٢٤] .

رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ...

(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ) : أبي وأمي (وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ) : يوجد (الْحِسابُ) .

* وقال تعالى (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ) ؛ هذا مأخوذ من [٢٨] سورة نوح، وهو توطئة لقوله: (رَبِّ ارْحَمْهُما كَما) رحماني حين (رَبَّيانِي صَغِيراً) ؛ لأنه مأخوذ من سورة الإسراء.

ولفظ الآية في الإسراء* وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤) انتهى.

والمصنف قدّم قوله رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ. المأخوذ من سورة نوح توطئة؛ ليكون عود الضّمير على مذكور؛ وعطف على ذلك آية الإسراء، وهو صنيع حسن.

* وقال تعالى في سورة الإسراء (رَبِّ أَدْخِلْنِي) في كلّ مقام تريد إدخالي فيه، حسّيّ ومعنويّ؛ دنيا وأخرى (مُدْخَلَ صِدْقٍ) يستحقّ الدّاخل فيه أن يقال له: أنت صادق في قولك وفعلك، فإنّ ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها.

(وَأَخْرِجْنِي) من كلّ ما تخرجني منه، (مُخْرَجَ صِدْقٍ) والمدخل والمخرج- بالضمّ- مصدران بمعنى الإدخال والإخراج، فهما كالمجرى

<<  <  ج: ص:  >  >>