والمرسى، ومعنى إضافة «المدخل» و «المخرج» إلى الصدق مدحهما؛ كأنّه سأل الله تعالى إدخالا حسنا، وإخراجا حسنا لا يرى فيهما ما يكره.
(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) ؛ أي: عندك، (سُلْطاناً نَصِيراً) : حجّة ظاهرة تنصرني بها على جميع من خالف الحقّ.
قال الألوسي: المراد من السّلطان كلّ ما يفيد الغلبة على أعداء الله تعالى، ويفيد ظهور دينه جلّ شأنه، هذا هو الحقّ ووصف السّلطان ب «نصيرا» للمبالغة.
انتهى.
* وقال تعالى في سورة الكهف (رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ) من عندك (رَحْمَةً) توجب لنا المغفرة والرزق والأمن من العدو، وفي ذلك مِنْ لَدُنْكَ إيماء إلى أنّ ذلك من باب التّفضّل؛ لا الوجوب، فكأنّهم قالوا ربنا تفضّل علينا برحمة؛ (وَهَيِّئْ) : أصلح أو يسّر (لَنا مِنْ أَمْرِنا) الّذي نحن عليه. (رَشَداً) هداية وتثبيتا على الإيمان، وتوفيقا للأعمال الصّالحة، وانقطاعا عن الاشتغال بالدّنيا، وزهدا فيها.
* وقال تعالى في سورة طه (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) ؛ أي: وسّعه للحقّ وتحمّل المشاقّ؛ بأن تجعله بحيث لا أضجر ولا أقلق ممّا يقتضي بحسب البشريّة؛ الضّرّ والقلق من الشّدائد. وفي الرّاغب: إنّ شرح الصّدر بسطه بنور إلهيّ، وسكينة من جهة الله تعالى، وروح منه عزّ وجلّ.
(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) : ما أمرتني به، والتّعبير بذلك آكد من: اشرح صدري ويسّر أمري. لأنّه تكرير للمعنى من طريقي الإجمال والتّفصيل؛ لأنّه يقول: اشرح لي ويسر لي، علم أنّ «ثمّ» مشروحا وميسّرا. ثمّ رفع الإبهام بذكر الصّدر والأمر.