لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:
٨٧] .
* وقال تعالى في سورة طه أيضا (رَبِّ) أيّها المحسن إليّ بإفاضة العلوم عليّ؛ (زِدْنِي عِلْماً) ، فإنّه الموصل إلى المطلوب.
أخرج التّرمذي وابن ماجه؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهمّ؛ انفعني بما علّمتني، وعلّمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد لله على كلّ حال» .
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد؛ عن ابن مسعود أنّه كان يدعو:
«اللهمّ؛ زدني إيمانا وفقها ويقينا وعلما» . وما هذا إلّا لزيادة فضل العلم.
وفضله أظهر من أن يذكر؛ نسأل الله تعالى أن يرزقنا الزّيادة فيه، ويوفّقنا للعمل بما يقتضيه. آمين.
* وقال تعالى في سورة الأنبياء (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) : الشّدّة (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ؛ أي: أنت أعظم رحمة من كلّ من يتّصف بالرّحمة في الجملة، وإلّا فلا راحم في الحقيقة سواه؛ جلّ شأنه وعلاه.
ولا يخفى ما في وصفه تعالى بغاية الرّحمة بعد ما ذكر الدّاعي نفسه بما يوجبها؛ مكتفيا بذلك عن التّضرع بالمطلوب من استمطار سحائب الرّحمة على ألطف وجه، وكونه سبحانه «ضارّا» لا ينافي كونه «نافعا» ، بل هو الضّار النّافع، فإضراره ليس لدفع مشقّة، ونفعه ليس لجلب منفعة، بل لا يسأل عمّا يفعل.
* وقال تعالى في سورة الأنبياء أيضا (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ) ؛ أي:
تنزّهت عن كلّ نقص (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) أنفسهم بتعريضها للهلكة