للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ [الأنبياء: ١١٢] .

رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [المؤمنون: ٢٩] .

رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون: ٩٤] .

وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ...

(وَرَبُّنَا) ؛ أي: المحسن إلينا أجمعين (الرَّحْمنُ) العامّ الرّحمة لنا وللأعداء، ولولا عموم رحمته لأهلكنا جميعا؛ وإن كنّا طائعين، لأنّا لا نقدّره حقّ قدره، وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ [٤٥/ فاطر] (الْمُسْتَعانُ) : المطلوب منه العون (عَلى ما تَصِفُونَ) : تقولون أيّها الأعداء من الكذب والباطل.

* وقال تعالى في سورة المؤمنين (رَبِّ أَنْزِلْنِي) في كلّ منزل تنزلني به (مُنْزَلًا مُبارَكاً) : يبارك لي فيه، وأعطى الزّيادة في خير الدّارين، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) ؛ لأنّك تكفي نزيلك كل ملمّ، وتعطيه كلّ حاجة.

وإنما أشفع الدّعاء بالثّناء عليه المطابق للمسألة؛ توسّلا به إلى الإجابة، فإنّ الثّناء على المحسن يكون مستدعيا لإحسانه، وقد قالوا: الثّناء على الكريم يغني عن سؤاله.

* وقال تعالى في سورة المؤمنين (رَبِّ) يا رب (فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، أي: قرينا لهم فيما هم فيه من العذاب، فأهلك بهلاكهم؛ لأن شؤم الظّالم قد يعمّ غيره، كقوله تعالى وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [٢٥/ الأنفال] .

* (رَبِّ) ؛ أيّها المحسن إليّ (أَعُوذُ) : أعتصم (بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) ؛ أي: وساوسهم المغرية، على خلاف ما أمرت به؛ جمع همزة، والهمز: النّخس والدّفع بيد أو غيرها، ومنه: «مهماز الرّائض» ؛ لحديدة تربط

<<  <  ج: ص:  >  >>