الذّنوب، (وَارْحَمْ) عبادك المؤمنين. وفي الرّحمة زيادة؛ وهي إيصال الإحسان زيادة على غفران الذّنب، فذكر الرّحمة بعد المغفرة تحلية بعد تخلية، ففي الغفران محو السّيّئات، وفي الرّحمة رفع الدّرجات، وأيضا الغفران قد يكون من غير إحسان، الّذي هو معنى الرّحمة.
(وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) : أفضل راحم.
وطلب كلّ من المغفرة والرّحمة أعمّ من طلب أصل الفعل والمداومة عليه.
وفي تخصيص هذا الدّعاء بالذكر ما يدلّ على أهمّيّة ما فيه.
وقد علّم النّبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنه أن يقول نحوه في صلاته، فقد أخرج البخاريّ، ومسلم، والتّرمذي، والنّسائي، وابن ماجه، وابن حبان، وجماعة؛ عن أبي بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنه أنّه قال: يا رسول الله؛ علّمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال:«قل: اللهمّ؛ إنّي ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرّحيم» .
* وقال تعالى في سورة الفرقان (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) : هلاكا لازما لزوما كلّيّا في حقّ الكفّار، ولزوما بعده إطلاق إلى الجنّة في حقّ عصاة المؤمنين.
(إِنَّها) ؛ أي: جهنم (ساءَتْ) في حكم «بئست» ، وفيها ضمير مبهم يفسّره مُسْتَقَرًّا، والمخصوص بالذّمّ محذوف، معناه: ساءت (مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) هي، أي: موضع استقرار وإقامة، وهذا الضّمير هو العائد على اسم «إنّ» فهو الرّابط للجملة.