* وقال تعالى في سورة الفرقان أيضا (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا) الّلاتي قرنتهنّ بنا (وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) بتوفيقهم للطّاعة وحيازة الفضائل، فإنّ المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله سرّ بهم قلبه، وقرّت بهم عينه، لما يرى من مساعدتهم له في الدّين، وتوقّع لحوقهم به في الجنّة، فقرّة العين هو سرورها، والمراد:
ما يحصل به السّرور؛ والمعنى: اجعل أزواجنا وذرّيّاتنا صالحين؛ لكي نسرّ بهم.
(وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) في الخير، أي: اجعلنا أئمّة يقتدى بنا في أمر الدّين بإفاضة العلم علينا، والتّوفيق للعمل الصّالح؛ ولفظ «إمام» يستوي فيه الجمع وغيره، والمراد هنا: الجمع، ليطابق المفعول الأوّل «اجعل» .
واختير لفظ «إمام» على «أئمّة» !! لأنّه أوفق بالفواصل السّابقة واللّاحقة.
* وقال تعالى في سورة الشّعراء (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) : كمالا في العلم والفهم.
(وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) : وفّقني للكمال في العمل لأنتظم به في عداد الكاملين في الصّلاح، الّذين لا يشوب صلاحهم كبير ذنب ولا صغيره.
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ) - من إضافة الموصوف للصّفة، أي: ثناء حسنا من باب تسمية الشّيء باسم آلته- (فِي الْآخِرِينَ) الّذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة، (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) ، أي: ممن يعطاها بلا تعب ومشقّة، كالإرث الحاصل للإنسان من غير تعب؛ وإضافة الجنّة إلى النّعيم!! من إضافة المحلّ للحالّ فيه؛ و «من» تبعيضيّة، أي: اجعلني بعض الّذين يرثون جنّة النّعيم، أي: