للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [الحشر: ١٠] .

رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الممتحنة: ٤- ٥] .

رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا ...

وقيّدوا بالقلب!! لأنّ رذائل النّفس قلّ أن تنفكّ، وأنّها إن كانت مع صحّة القلب. أو شك ألاتؤثر.

(رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ) : راحم أشدّ الرّحمة لمن كانت له بك وصلة بفعل من أفعال الخير، (رَحِيمٌ) ؛ مكرم غاية الإكرام لمن أردت، ولو لم يكن له بك وصلة، فأنت جدير بأن تجيبنا لأنّا بين أن تكون لنا وصلة؛ فنكون من أهل الرّأفة، أو لا، فنكون من أهل الرّحمة.

* وقال تعالى في سورة الممتحنة (رَبَّنا) ؛ أي: يا ربنا (عَلَيْكَ) ؛ لا على غيرك (تَوَكَّلْنا) : اعتمدنا، (وَإِلَيْكَ) وحدك (أَنَبْنا) : رجعنا بالاعتراف من ذنوبنا، (وَإِلَيْكَ) وحدك (الْمَصِيرُ) : المرجع في الآخرة.

(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) ؛ أي: لمّا تظهرهم علينا؛ فيظنّوا أنّهم على الحقّ؛ فيفتتنوا. أي: لا تذهب عقولهم بنا، ومعنى ذهابها: ميلها عن الحقّ وخطؤها.

(وَاغْفِرْ لَنا) ؛ أي: استر ما وقع منّا من الذّنوب، (رَبَّنا) يا ربنا؛ (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) : الّذي يغلب كلّ شيء ولا يغلبه شيء. (الْحَكِيمُ) :

الّذي يضع الأشياء في أوفق محالّها؛ فلا يستطاع نقضها، ومن كان كذلك فهو حقيق بأن يعطي من أمّله ما طلب.

* وقال تعالى في سورة التّحريم (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا) على الصّراط (نُورَنا) الّذي مننت به علينا؛ حتّى يكون في غاية التّمام، وهذا النّور من صور أعمالهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>