الدّنيا، لأنّ الآخرة تظهر فيها حقائق الأشياء، وتتبع الصّور معانيها، وهو شرع الله الّذي شرعه؛ وهو الصّراط الّذي يضرب بين ظهراني جهنّم، لأنّ الفضائل في الدّنيا متوسّطة بين الرّذائل؛ فكلّ فضيلة يكتنفها رذيلتان: إفراط وتفريط؛ فالفضيلة:
هي الصّراط المستقيم؛ والرذيلتان: ما كان من جهنّم على يمينه وشماله؛ فمن كان يمشي في الدّنيا على ما أمر به سواء؛ من غير إفراط ولا تفريط؛ كان نوره تامّا، ومن أمالته الشّهوات طفىء نوره في بعض الأوقات، واختطفته كلاليب، هي صورة الشّهوات، فتميل به في النّار بقدر ميله إليها؛ والمنافق يظهر له نور إقراره بكلمة التّوحيد؛ فإذا مشى طفئ، لأنّ إقراره لا حقيقة له.
(وَاغْفِرْ لَنا) ذنوبنا (إِنَّكَ) وحدك (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) يمكن دخول المشيئة فيه (قَدِيرٌ)(٨) : بالغ القدرة.
* وقال تعالى في سورة نوح (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) :
منزلي، وقيل: مسجدي، والمتبادر: المنزل (مُؤْمِناً) ؛ أي: مصدّقا بالله تعالى وهو حال، (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)[٢٨] من كلّ أمّة إلى يوم القيامة؛ فهو دعاء عامّ في كلّ مؤمن آمن بالله وصدّق الرّسل.
وإنّما بدأ بنفسه!! لأنّها أولى بالتّخصيص والتّقديم، ثمّ ثنّى بالمتّصلين به؛ لأنّهم أحقّ بدعائه من غيرهم، ثمّ عمّم جميع المؤمنين والمؤمنات؛ ليكون ذلك أبلغ في الدّعاء.