اللهمّ؛ استر عورتي وأمّن روعتي، واحفظني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي؛ وأعوذ بك أن أغتال من تحتي» ...
ولا يخفى أنّ الأنبياء دعوا الله بالعافية، ولا شكّ أنّ دعوتهم مجابة!! ومع هذا أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثمّ الأمثال.. فالأمثل،
فيتعيّن أن تقيّد الأسقام بسيّئها؛ كالبرص، والجنون، والجذام مما تنفر عنه طباع العوامّ. ولذا ورد التعوّذ من سيّىء الأسقام،
وكذا يقيّد في الأمور الدينيّة أو الدنيويّة بالشاغلة عن الأحوال الآخرويّة.
وفي «لطائف المنن» لابن عطاء الله السّكندري: أنّ بعض الناس دخل على الشّيخ أبي العبّاس المرسي وهو مريض؛ فقال له: عافاك الله، فسكت عنه، ثمّ قال ذلك ثانيا وثالثا، فقال له: يا هذا، وأنا سألت الله العافية قبلك، وما أنا فيه هو العافية، لأنّ العافية على ما يعلم الله. انتهى «شرح الأذكار» .
(اللهمّ؛ استر عورتي) : عيوبي وخللي وتقصيري.
قال الشيخ أبو الغيث بن جميل: عورة كلّ مخلوق شهوة نفسه، وخير الملابس عندنا: ما ستر العورة، ولا يسترها سوى الموت عن كلّ مباح ومحظور بحكم الضرورة، والله بكل شيء عليم خبير، وخير ملابس التقوى: ما يستر العورة، وشر ملابس التقوى: ما أشهر العورة. انتهى.
(واحفظني) أي: ادفع عنّي البلاء من جهاتي الستّ التي تضمّنها قوله: (من بين يديّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال) - بضم الهمزة مبنيّا للمفعول- أي: أوخذ غيلة (من تحتي» ) أي: أدهى