للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتعلم سرّي وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقرّ المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذّليل، وأدعوك دعاء الخائف الضّرير؛ ...

(وتعلم سرّي) : ما أخفي (وعلانيتي) : ما أظهر؛ (لا يخفى عليك شيء من أمري) . تأكيد لما قبله لدفع توهّم المجاز والتخصيص.

قال الحرّاني: الإخفاء: تغييب الشيء، وألايجعل عليه علم يهتدى إليه من جهته، والغرض من ذلك الإجابة والقبول.

(وأنا البائس) الذي اشتدّت ضرورته، (الفقير) أي: المحتاج إليك في سائر أحواله وجميع أموره؛ فهو أعمّ من البائس. (المستغيث) : المستعين المستنصر بك، فاكشف كربتي وأزل شدّتي: يقال: أغاثه الله إذا أعانه، واستغاث به فأغاثه، وأغاثهم الله كشف شدّتهم.

(المستجير) - بالجيم-: الطالب منك الأمان من عذابك، (الوجل) :

الخائف، (المشفق) : الكثير الخوف، فهو أخصّ من الوجل، (المقرّ المعترف بذنبه) عطف تفسير.

(أسألك مسألة المسكين) - بكسر الميم وفتحها لغة قليلة- أي: الخاضع الضعيف. سمّي مسكينا!! لسكونه إلى الناس.

(وأبتهل إليك ابتهال المذنب) أي: أتضرّع إليك تضرّع من أخجلته مقارفة الذنوب. (الذّليل) : المستهان به، (وأدعوك دعاء الخائف الضّرير) المضطر.

بيّن بهذا أنّ العبد؛ وإن علت منزلته فهو دائم الاضطرار، لأن الاضطرار تعطيه حقيقة العبد؛ إذ هو ممكن؛ وكل ممكن مضطر إلى ممدّ يمدّه.

وكما أنّ الحقّ هو الغنيّ أيضا، فالعبد مضطر إليه أبدا، ولا يزايله هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>