وعطاسه كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا افترّ ضاحكا.. افترّ عن مثل سنا البرق إذا تلألأ، ...
محبّة وشوق، و ٤- بكاء فرح وسرور، و ٥- بكاء جزع من ورود مؤلم على الشخص لا يحتمله، و ٦- بكاء حزن، و ٧- بكاء مستعار؛ كبكاء المرأة لغيرها من غير مقابل، و ٨- بكاء مستأجر عليه؛ كبكاء النائحة، و ٩- بكاء موافقة؛ وهو بكاء من يرى من يبكي فيبكي؛ ولا يدري لأي شيء يبكي، و ١٠- بكاء كذب؛ وهو بكاء المصرّ على الذنب.
وبكاؤه صلّى الله عليه وسلم تارة يكون رحمة وشفقة على الميت، وتارة يكون خوفا على أمته، وتارة يكون خشية من الله تعالى، وتارة يكون اشتياقا ومحبّة مصاحبا للإجلال والخشية، وذلك عند استماع القرآن- كما سيأتي-.
(و) في بيان ما ورد في (عطاسه) صلّى الله عليه وسلم، وهو مصدر من عطس يعطس- بالكسر- عطاسا- بضمّ العين على وزن غراب-.
قال في «الاقتراح» : هو خاصّ بالإنسان، فلا يقال لغيره؛ ولو للهرة؛ نقله شيخنا. وفي الحديث: كان يحبّ العطاس ويكره التثاؤب.
قال ابن الأثير: لأنّ العطاس إنما يكون مع خفّة البدن وانفتاح المسام وتيسير الحركات، والتثاؤب بخلافه، وسبب هذه الأوصاف تخفيف الغذاء والإقلال من الطعام والشراب. انتهى شرح «القاموس» .
أما ضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم!! فقد ذكر القاضي عياض في «الشفاء» ، والغزاليّ في «الإحياء» أنّه (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا افترّ) - بتشديد الرّاء؛ أي: إذا أبدى أسنانه حال كونه- (ضاحكا) ؛ أي: متبسّما (افترّ) - أي: كشف- (عن مثل سنا) بقصر «سنا» ، وقد يمدّ، وقيل: بالقصر: النّور، وبالمد: الشرف والعلو، أي:
يشبه ضوء- (البرق إذا تلألأ) في ظلمة الليل، أي: إذا كشف صلّى الله عليه وسلم عن أسنانه في حال ضحكه ظهر من فمه وبياض أسنانه لمعان كلمعان البرق، وهو تشبيه لنور ثغره.