حتّى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم.. سلّم عليهم ثلاثا.
من المرّات. قال ملّا علي قاري في «شرح الشفاء» : ولعل الأوّل للسماع، والثاني للتنبيه، والثالث للفكر، والأظهر أنّ الثلاث باعتبار مراتب مدارك العقول من الأعلى والأوسط والأدنى. انتهى كلامه.
(حتّى تفهم) هذا بيان للمراد من تكرير الثلاث، وفي رواية البخاري:
«ليفهم» - بمثناة تحتية مضمومة وبكسر الهاء-، وفي رواية له بفتحها.
(عنه) ؛ أي: لتحفظ وتنقل عنه، وذلك إمّا لأنّ من الحاضرين من يقصر فهمه عن وعيه؛ فيكرره ليفهم ويرسخ في الذهن، وإمّا أن يكون المقول فيه بعض إشكال فيتظاهر بالبيان؛ دفعا للالتباس.
وفي «المستدرك» : «حتى تعقل عنه» بدل «حتى تفهم» ، وهذا من شفقته وحسن تعليمه وشدّة النّصح في تبليغه. قال ابن التين: وفيه أن الثلاث غاية ما يقع به الإقرار والبيان.
(وإذا أتى على قوم) ؛ أي: وكان إذا قدم على قوم (فسلّم عليهم) هو من تتميم الشرط (سلّم عليهم) - جواب الشرط- (ثلاثا) في سلام الاستئذان، بأن أراد الدخول على قوم في محلّهم؛ فيكرّر لهم السلام ثلاثا إذا لم يعلم سماعهم من مرّة أو مرّتين ليعلمهم أنّه يستأذنهم في الدخول.
قال في «الفتح» : وقد فهم البخاريّ هذا بعينه، فأورد هذا الحديث مقرونا بحديث أبي موسى في قصّة عمر، لكن يحتمل أن يكون ذلك كان يقع أيضا منه إذا خشي أن لا يسمع سلامه. انتهى.
وسبقه إليه جمع منهم ابن بطّال؛ فقال: يكرّره إذا خشي أنّه لا يفهم عنه أو لا يسمع، أو أراد الإبلاغ في التعليم، أو الزجر في الموعظة.
وقال النووي في «الأذكار» و «الرياض» : هذا محمول على ما لو كان الجمع