أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يعزل نفقة أهله سنة.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غداء لعشاء، ولا عشاء لغداء.
وروى التّرمذيّ عن أنس: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يدّخر شيئا لغد.
«صحيحيهما» ؛ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كما تقدم آنفا (أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يعزل نفقة أهله سنة) .
ولا تعارض بينه وبين ما روي عنه أنه صلّى الله عليه وسلم كان لا يدّخر قوت غد، كما سيأتي فإنّ معناه لا يدخر لنفسه، وأمّا لعياله فقد كان يدخر لهم قوت سنة، على أنّه مع ذلك كان تنوبه أشياء يخرج فيها ما ادّخره لهم، فلا تنافي بين ادخاره ومضي الزمن الطويل عليه؛ وليس عنده شيء له ولا لهم. انتهى (شرح «الإحياء» ) .
(وعن عائشة رضي الله تعالى عنها؛ قالت: ما رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غداء لعشاء، ولا عشاء لغداء) لمزيد ثقته بربّه.
(وروى) الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (التّرمذيّ) في «جامعه» في «كتاب الزهد» ؛ من حديث قطن بن بشير عن جعفر بن سليمان عن ثابت (عن أنس) رضي الله تعالى عنه (أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان لا يدّخر شيئا لغد) أي: لا يدّخره ملكا؛ بل تمليكا، فلا ينافي أنه ادّخر قوت سنة لعياله، فإنّه كان خازنا، فلما وقع المال بيده قسم لعياله؛ كما قسم لغيرهم، فإن لهم حقّا في الفيء.
قال بعض الصوفية: ولا بأس بادخار القوت لأمثالنا، لأن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت.
وحقق بعضهم فقال: من كانت نفسه مطمئنة بربّها كانت عيناه وسكونه إليه،