قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:«والله ما أمسى في آل محمّد صاع من طعام، وإنّها لتسعة أبيات» . والله ما قالها استقلالا لرزق الله سبحانه وتعالى، ولكن أراد أن تتأسّى به أمّته.
وفي «الشّفا» للقاضي عياض رحمه الله تعالى: ...
عابدا، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، جميلا، وسيما.
قدم مكّة، فأجلسوه على سرير واجتمع النّاس إليه؛ فيهم طاووس، وعطاء، ومجاهد، وعمرو بن شعيب، فحدّثهم فقالوا- أو قال بعضهم-: لم ير مثل هذا قط.
وتوفي سنة: - ١١٠- عشر ومائة رحمه الله تعالى عليه. آمين. (قال:
خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فقال: «والله؛ ما أمسى في آل محمّد صاع من طعام، وإنّها) أي: آل محمد (لتسعة) أي: أهل تسعة (أبيات» ) هي أبيات زوجاته.
(والله ما قالها) أي: هذه الكلمة (استقلالا لرزق الله سبحانه وتعالى) ، إذ لا يتأتّى ذلك منه، (ولكن أراد أن تتأسّى) : تقتدي (به أمّته) في القناعة، والرّضا بالمقسوم.
قال الزرقاني: جزم شيخنا بأن القسم من الحسن راوي الحديث، والأصل أنّه من المرفوع، لأن الإدراج إنما يكون بورود رواية تبيّن القدر المدرج، أو استحالة أنّ المصطفى يقوله!! ولا استحالة هنا، فقد يكون قال ذلك خوفا على بعض أمّته اعتقاد أنّه قاله استقلالا فيهلك بذلك؛ كما قال لرجل مرّ عليه ومعه زوجته صفية:
«إنّها صفيّة؟!» . فقال الرّجل: أفيك يا رسول الله؟! فقال:«خشيت عليك الشّيطان» .
(وفي) كتاب ( «الشّفا) بتعريف حقوق المصطفى صلّى الله عليه وسلم» (للقاضي) أبي الفضل (عياض) بن موسى اليحصبي- وقد تقدمت ترجمته في أول الكتاب- (رحمه الله تعالى) في (الباب الثاني) في فصل زهده صلّى الله عليه وسلم «١» :
(١) بل وردت في بداية الكتاب، عند ذكر المصنف للكتب التي جمع منها كتابه.