وقال مجاهد: كان طعام يحيى: العشب، وكان يبكي من خشية الله تعالى عزّ وجلّ، حتّى اتّخذ الدّمع مجرى في خدّه.
وحكى الطّبريّ عن وهب: ...
وهذا ينافيه ما نقله عن «التمهيد» ؛ وقد تقدّم. وفيما قاله دليل على صبر الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، وعلو همّتهم في النّظر للآخرة. انتهى؛ من شرح الخفاجي على «الشفاء» .
(وقال مجاهد:) رواه الإمام أحمد في «الزهد» ، وابن أبي حاتم عنه:
(كان طعام) النّبيّ (يحيى) على نبينا وعليه الصّلاة والسّلام (العشب) - بضمّ العين المهملة- هو النبت الذي يخرج بغير زرع.
(وكان) مع ذلك (يبكي من خشية الله تعالى عزّ وجلّ) . والخشية: خوف مع تعظيم؛ مع أنّه ما همّ بمعصية (حتّى اتّخذ الدّمع مجرى في خدّه) ؛ أي: صار محلّ جريانه منخفضا متميزا عن غيره، لتأثيره بدوام جريانه فيه وذلك لشدة معرفته بربه، لقوله سبحانه وتعالى إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [٢٨/ فاطر] .
(وحكى) الإمام الحافظ المجتهد المطلق محمد بن جرير (الطّبري) رحمه الله تعالى- وتقدمت ترجمته- (عن) أبي عبد الله (وهب) بن منبّه التابعي الأنباوي اليماني؛ أخو همام بن منبّه.
وهو تابعي جليل، من المشهورين بمعرفة الكتب الماضية.
سمع جابر بن عبد الله وابن عباس وابن عمرو بن العاصي وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة وأنسا والنّعمان بن بشير.
روى عنه عمرو بن دينار وعوف الأعرابي والمغيرة بن حكيم وآخرون.
واتفقوا على توثيقه، توفي سنة: - ١١٤- أربع عشرة ومائة.
وقال ابن سعد: سنة عشر ومائة رحمه الله تعالى؛ قاله النّووي رحمه الله تعالى.