وكان صلّى الله عليه وسلّم يلعق الصّحفة بأصابعه، ويقول:
«آخر الطّعام أكثر بركة» .
وكان يلعق أصابعه من الطّعام ...
وروى الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسن الغطريف، وابن النّجار؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: الأكل بأصبع أكل الشيطان، وبالأصبعين أكل الجبابرة، وبالثلاث أكل الأنبياء.
وفي «الإحياء» : الأكل بالأصبع من المقت، وبأصبعين من الكبر، وبثلاث من السنّة، وبأربع أو خمس من الشّره.
(و) في «الإحياء» : (كان) رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم يلعق) - بفتح العين المهملة- أي: يلحس (الصّحفة) الّتي فيها الطعام (بأصابعه) إذا فرغ من الأكل؛ لا في أثنائه، لأنّه يقذر الطّعام، (ويقول: «آخر الطّعام أكثر بركة» ) .
قال العراقيّ: روى البيهقيّ في «الشعب» ؛ من حديث جابر في حديث قال فيه: ولا يرفع القصعة حتى يلعقها، أو يلعقها؛ فإنّ آخر الطّعام فيه البركة.
ولمسلم؛ من حديث أنس: أمرنا أن نسلت الصّحفة؛ قال: إنّ أحدكم لا يدري في أيّ طعامه يبارك له فيه؟. انتهى.
قلت: وفي بعض روايات مسلم من حديث جابر: فإنّكم لا تدرون في أيّ طعامكم البركة. وأمّا حديث جابر الذي رواه البيهقيّ! فقد رواه أيضا ابن حبّان بلفظ: ولا ترفع الصحفة حتى تلعقها، فإنّ في آخر الطعام البركة.
وروى الإمام أحمد، والترمذيّ، وابن ماجه، والبغويّ، والدارميّ، وابن أبي خيثمة، وابن السّكن، وابن شاهين، وابن قانع، والدارقطني؛ من حديث نبيشة الخير الهذلي مرفوعا:
«من أكل في قصعة ولحسها استغفرت له» . قال الترمذيّ، والدارقطنيّ:
غريب. وأورده بعضهم: «تستغفر القصعة للاحسها» . انتهى (شرح «الإحياء» ) .
(وكان يلعق أصابعه من الطّعام) أي: ثلاثا إذا فرغ من الأكل؛ لا في أثنائه،