للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم منائح، يرسلون له من ألبانها فيأكل منها ويشرب، وكان له صلّى الله عليه وسلّم سبعة أعنز منائح ترعاهنّ أمّ أيمن حاضنته صلّى الله عليه وسلّم.

وسعد بن زرارة، وغيرهم؛ قاله الحافظ ابن حجر.

(لهم منائح) - بنون، وآخره حاء مهملة-: جمع منيحة، وهي العطيّة لفظا ومعنى، أي: غنم فيها لبن، وأصلها: عطيّة النّاقة؛ أو الشّاة، وقيل: لا يقال:

منيحة إلّا للنّاقة، وتستعار للشّاة.

قال الحربي: يقولون: منحتك النّاقة. وأعريتك النّخلة، وأعمرتك الدّار، وأخدمتك العبد، وكل ذلك هبة منافع؛ لا رقبة. فظهر بهذا أنّ المنيحة في الأصل شاة أو بقرة يعطيها صاحبها لمن يشرب لبنها، ثمّ يردّها إذا انقطع اللّبن، ثمّ كثر استعمالها حتى أطلق على كل شاة أو بقرة معدّة لشرب لبنها.

لكنّ المراد هنا الشّياه، فقد قال اليعمري: وأمّا البقر! فلم ينقل أنّه صلّى الله عليه وسلم ملك منها شيئا. انتهى. أي: للقنية، فلا يرد عليه ما في «الصّحيح» أنّه صلّى الله عليه وسلم ضحّى عن نسائه بالبقر في حجّة الوداع!! قاله الزّرقاني رحمه الله تعالى.

(يرسلون له) صلى الله عليه وسلم (من ألبانها فيأكل منها، ويشرب) هو وأهل بيته، (وكان له صلّى الله عليه وسلم سبعة أعنز) - جمع عنز، وهي: الأنثى من المعز إذا أتى عليها حول- (منائح ترعاهنّ أمّ أيمن) : بركة الحبشية؛ (حاضنته صلّى الله عليه وسلم) .

روى محمد بن سعد «كاتب الواقديّ» في «الطّبقات» ؛ من حديث أمّ سلمة رضي الله تعالى عنها: كان عيشنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم اللّبن- أو قالت: أكثر عيشنا-.

كانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم بالغابة ... الحديث.

وفي رواية له: كانت لنا أعنز سبع، فكان الراعي يبلغ بهن مرة الجمد، ومرة أحدا ويروح بهن علينا، وكانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم لقاح بذي الجدر، فيثوب إلينا ألبانها بالليل ... الحديث.

وفي إسنادهما محمد بن عمر الواقدي!! ضعيف في الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>