(وضعها على عينيه ثمّ على شفتيه) ؛ جبرا لخاطر من أتى بها، وسرورا بها لقرب عهدها بتكوين الله تعالى، كما كان يخرج يغتسل من ماء المطر، ويقول:
«إنّه قريب عهد بربّه» ، أي: بتكوينه.
(وقال) في دعائه: ( «اللهمّ؛ كما أريتنا أوّله فأرنا آخره» ) ، أي: فأبقنا حتّى نرى آخره، وكان القياس أوّلها وآخرها، لكنه ذكره على إرادة النّوع، فيسنّ لنا قول ذلك الذّكر.
(ثمّ يعطيه من يكون عنده من الصّبيان) ؛ إيثارا على نفسه، وهو سيّد من يؤثر على نفسه!! وخصّ الصّبيان بالإعطاء! لكونهم أرغب فيه، ولكثرة تطلّعهم إلى ذلك، ولما بينهما من المناسبة في حداثة الانفصال عن الغيب.
فإن لم يكن عنده صبيان حينئذ احتمل أنّه يعطيه نحو الرّجال، وأن يدّخره للصّبيان إلى أن يأتوا، واحتمل أن يأكله؛ والله أعلم.
(و) أخرج مسلم في «صحيحه» ، والتّرمذي في «الجامع» و «الشّمائل» ، والنّسائي، وابن ماجه، وابن السّنّي في «عمل اليوم والليلة» بألفاظ مختلفة بالزّيادة والنّقص- وهذا لفظ «الشّمائل» - كلّهم يروونه؛
(عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه؛ قال: كان النّاس إذا رأوا أوّل الثّمر) - بالثّاء المثلّثة والميم المفتوحتين- ويسمّى الباكورة، أي: باكورة كلّ فاكهة.
قال ابن علّان: وظاهر أنّ المراد منه ثمر النّخل؛ لأنّه الّذي كان حينئذ بالمدينة.