للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا ينفخ في طعام ولا شراب، ولا يتنفّس في الإناء.

وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا شرب.. تنفّس ثلاثا، ويقول:

«هو أهنأ، ...

دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلم على أمّ سليم؛ فرأى قربة معلّقة فيها ماء، فشرب منها- ولفظ «الشّمائل» : فشرب من فم القربة- وهو قائم، فقامت أمّ سليم إليها- ولفظ «الشّمائل» إلى رأس القربة- فقطعتها بعد شرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم منها، وقالت:

لا يشرب منها أحد بعد شرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

(و) أخرج ابن ماجه والطّبراني بإسناد حسن؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا ينفخ في طعام ولا شراب) .

بل إذا كان الطّعام حارا صبر حتّى يبرد، وإذا كان فيه نحو ذبابة أخرجها بنحو أصبعه أو عود، ولا ينفخ في الطّعام لإخراجها أو لتبريده؛ لأنّ ذلك مما تعافه الأنفس، ولربّما خرج من ريقه شيء في الطعام.

وذلك تعليم للأمّة، وإلّا! فنفسه الشّريف وريقه ممّا يستشفى به.

(و) كان (لا يتنفّس في الإناء) ، أي: لا يتنفّس في جوف الإناء؛ لأنّه يغير الماء: إمّا لتغيّر الفم بالمأكول، وإمّا لترك السّواك، وإمّا لأنّ النّفس يصعد ببخار المعدة.

(و) أخرج الشيخان والأربعة، وأحمد، بألفاظ مختلفة بالزيادة والنّقص، وهذا لفظ أبي داود عن أنس رضي الله تعالى عنه، قال:

(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم إذا شرب تنفّس) خارج الإناء (ثلاثا) من المرّات، كان يسمّي الله في أوّل كلّ مرّة ويحمده في آخرها؛ كما جاء مصرّحا به في رواية.

(ويقول: «هو) - أي: الشّرب بثلاث دفعات- (أهنأ) - بالهمز؛ من الهناء- وهو: خلوص الشّيء عن النّصب والنّكد، وفي رواية بدله: أروى من الرّي

<<  <  ج: ص:  >  >>