في ألف فارس إلى حلب، فأذن له نائبها في دخولها، فرحل أكثر أهل حلب عنها، وبلغ ذلك أهل حماة فنزحوا عنها حتى ترك كثير من الناس حوانيتهم مفتحة فم يمهلوا لقفها، فلما قرئ ذلك على السلطان انزعج وانثنى عزمه عن الحج وأمر بالتجهز إلى الشام وكتب إلى العساكر الإسلامية بالمسير إلى حلب، وكان دخول الخبر بذلك يوم الاثنين ثالث شعبان بعد المغرب على يد بردبك نائب عينتاب، وذكر أن ولد قرا يوسف وصل إلى عينتاب فرمى فيها النار فهرب النائب منها، وأن السبب في ذلك تحريض يشبك الدويدار الذي كان أمير الحاج، وهرب من المدينة فيقال إنه اتصل بقرا يوسف وأغراه على أخذ الممالك الشامية، ثم ظهر أن ذلك ليس بحق كما سيأتي، وجمع الأمراء والخليفة والقضاة ليتشاورا في هذه القضية، فلما اجتمعوا سألهم عن البلقيني وكان قد أمرهم بأن يحضر، فعرب بأنه لم يبلغ ذلك فانزعج على بدر الدين العيني لكونه كان رسوله، واستمر ينتظره إلى أن حضر، فلما حضر عظمه، فقص عليهم قصة قرا يوسف وما حصل لأهل حلب من الخوف والجزع وجفلتهم هم وأهل حماة حتى بلغ ثمن الحمار خمسمائة درهم