للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به ولكن قدر الله بلطفه أنني ما كتبت في ذلك شيئاً إلى الآن، فجمع في رابع شعبان القضاة والأمراء وقرئت عليه الفتاوى فسألني السلطان عن سبب امتناعي عن الكتابة، فاعتذرت بأنهم بدأوا بغيري، فأشار إلى كاتب السر أن يكتب نسخة جديدة ويرسلها إلي. فغالطت بلك ولطف الله مرة بعد مرة أخرى، ونزل القضاة في ذلك اليوم وبين أيديهم بدر الدين البرديني يقرأ من ورقة استنفار الناس إلى قتال قرا يوسف وولده وتعديد قبائحهما، فاضطرب الناس، وكان مما ادعى به على قرا يوسف أنه قال: أنا اشرب الخمر وألوط وشاه رخ يصلي ويصوم وسننظر من ينتصر منا? وأن ابنه لما مات سل سيفاً وأشار به إلى السماء وقال: إن كنت رجلاً تعال خذني إلا الصبي ما في أخذه رُجلة، وأنه التمس من القاضي جعفر أن يعقد له على امرأة، فقال له: أنت لك أربع نسوة فلا تحل لك الخامسة في شرع محمد، فقال: كان هذا جائع النفس - وأنه أشار إلى شاب أمرد جميل الصورة فقال: هذا الهي الذي أعبده ما هو خير من عبادة الحجارة، فقال له بعض من حضر: هذا كفر، فقال: إن لم يكن الإله فهو أخو الإله - إلى غير ذلك.

وفي شعبان ادعى علي ناصر الدين ابن أمير آخور الوالي بأنه قتل رجلاً ظلماً بغير موجب شرعي، فأنكر فأقيمت عليه البينة، فحكم القضاة بقتله بين يدي السلطان، فأمر به أن يقتل في المكان الذي قتل فيه وعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>