الهيئة التي قتل المذكور فيها ففعل به ذلك، واستقر في ولاية القاهرة شاب يقال له بكلمش ابن فري من أولاد الحسينية، كان أبوه والي العرب وكان هو عمل ولاية بلبيس ونح ذلك، وهو بالنساء أشبه منه بالرجال، فالتزم بمال كثير يحمله إلى الخزانة فقرر في الولاية فهان أمرها جداً لعدم هيبته وتماديه على الفجور والسكر حتى كان بعض المقدمين في أيامه أحشم منه، وصار العوام يلقبونه قندورتي، لانه طرقه امر يوجب الفزع فارادى أن يقول: ناولوني قباء، فقال: قندورني فبقيت عليه.
وفي الثاني عشر من شعبان تزود الطنبغا القرمشي بنت الملك المؤيد وعقد عقده بالجامع المؤيدي، ثم برز في صبيحة ذلك اليوم إلى الريدانية وصحبته الطنبغا الصغير رأس نوبة وطوغان أمير آخور والطنبغا المرقبي الحاجب وجلبان ثاني أمير آخور وأزدمر الناصري وشرباش الكريمي في آخرين توجهوا إلى حلب ليقيموا بها خشية من طروق قرا يوسف، فلما وصلوا إلى حلب أمسكوا نائبها إينال النوروزي فحبس بقلعة الشام، وقرر في نيابة حماة آق بلاط الدمرداشي، فلما وصلوا إلى حلب استوحش منهم نائبها يشبك اليوسفي، لأنه استشعر حين عزل نائب حماة أنهم أمروا بالقبض عليه أيضاً وأساء عشرتهم ولم يحسن قراهم ولا ملتقاهم وأقيم الشر، ثم لم يلبث أن بلغه موت السلطان - فكان ما سنذكره في السنة المقبلة، وعرض السلطان المماليك الرماحة بالميدان وتكرر ركوب السلطان في