للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ بمكة رجلا يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أوَّل ما بُعث النبيُّ عليه السلام، وهو مُستخف. فقيل لي: إنك لا تقدر عليه إلا بالليل حين يطوف. فقمت بين يدي الكعبة، فما شعرت إلا بصوته يُهلِّل. فخرجتُ إليه فقلت: من أنت؟ قال: " أنا نبيُّ الله ". فقلت: وما نبيُّ الله؟ فقال: " رسول الله ". قلت: وبماذا أرسلك؟ قال: " بأن يُعبد الله، لا يُشرك به شيء، وتُكسر الأوثان، وتُحقنُ الدماء ". قلت: ومن معك على هذا؟ قال: " حُرٌّ وعبد "، يعني أبا بكر وبلالا. فقلت: ابسط يدك أبايعك. فبايعته على الإسلام. قال: فلقد رأيتني وأنا ربع الإسلام. ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق بقومه. فلما هاجر النبيُّ عليه السلام إلى المدينة ارتحل إليه وأتاه. فقال: أتعرفني؟ قال: " نعم، أنت الرجل الذي أتيتنا بمكة فقلت لي كذا وقلت لي كذا ".

يُعدُّ عمرو بن عَبَسة في الشاميين. روى عنه من الصحابة أبو أمامة الباهليُّ، وروى عنه من كبار التابعين بالشام شرحبيل بن السِّمْط، وسليم بن عامر، وضَمْرة بن حبيب وغيرهم.

ومن بني الحرث بن بهثة بن سليم عُتبة بن فرقد: له صحبة ورواية. وكان أمير لعمر بن الخطاب على بعض فتوحات العراق. وروى سليمان التَّيميُّ عن أبي عثمان النَّهدي قال: جاءنا كتاب عمر ونحن مع عتية بن فرقد، وينسبونه: عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك بن فرقد نب أسعد بن رفاعة ابن الحرث بن بهثة بن سليم. وروى شعبة عن حصين، عن امرأة عتبة بن فرقد أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين. وأمُّ عتبة آمنة بنت عمرو بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف.

ومن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة صفوان بن المعطَّل بن ربيضة بن خزاعي ابن محارب نب مُرَّة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة، يكنى أبا عمرو. قيل إنه أسلم قبل المُرَيْسيع وشهد المريسيع. وقال الواقديُّ: شهد صفوان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>