للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجازَ ثلاثَ سنينَ بعد قتل عبد الله بن الزبير، فكان يصلي بالموسم كلَّ سنة. وصلَّى وراءه عبد الله بن عمر منها موسماً، ثم ولاهُ العراق، وهو ابنُ ثلاثٍ وثلاثين سنةً، فوليَها عشرين سنة، وأصلحها، وذلَّل أهلها. وروى أبو اليَمان عن جرير بن عثمانَ، عن عبد الرحمن بن مَيسرةَ، عن أبي عَذَبة الحَضْرميِّ قال: قدمتُ على عمر بن الخطاب رابعَ أربعةٍ من أهل الشام، ونحن حجاج. فبينا نحن عنده أتاهُ خبرٌ من أهل العراقِ بأنهم قد حَصَبوا إمامَهم، فخرج إلى الصلاة ثم قال: مَن هاهنا من أهل الشامِ؟ فقمتُ أنا وأصحابي فقال: يا أهل الشام تجهزَّوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باضَ فيهم وفرَّخ. ثم قال: اللهمَّ إنهم قد لَبَسوا عليَّ فالبَس عليهم. اللهم عجِّل لهم الغلامَ الثقفيَّ الذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من مُحسنِهم، ولا يتجاوز عن مُسيئهم.

وكان الحجاجُ أخفشَ دقيقَ الصوت. وأولُ ولايةٍ وَلَيها الحجاجُ تَبالةَ. فلما رآها احتقرها، وانصرف. فقيل في المثل: " أهونُ من تَبالةَ على الحجاج ". وهَلك بواسطَ فدُفن بها، وعُفِّيَ قبرُه، وأُجرىَ عليه الماءُ. وكانت وفاتُه سنة خمسٍ وتسعينَ، وهو ابن ثلاثٍ وخمسين.

وكان الحجاجُ يُسمَّى كُليباُ في صغره، وكان يعلم الصبيان في الطائف. فقيل فيه:

أيُكنى كليبٌ زمانَ الهُزالِ ... وتعليمَه سورةَ الكوثرِ؟

رغيف له فُلكةٌ ما تُرى ... وآخرُ كالقمر الأزهرِ

يعني القائل أن خبز المعلمين مختلِف. وأبوهُ يوسُف أيضاً كان معلماً ...

ومنهم يوسُف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل: ابن عمر الحجاج

<<  <  ج: ص:  >  >>