للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن يوسف، يجمعه وإياه الحكَمُ بن أبي عقيل، وكان يُكنى أبا عبد الله. ووليَ اليمن لهشامٍ، ثم ولاَّهُ العراق ومُحاسبة خالد بن عبد الله القسري وعُمَّالهِ، فعذبهم. فمات خالدٌ في عذابه، ومات بلال بن أبي بُردةَ في عذابه. فلما قُتل الوليد بن يزيدَ هربَ فلُحق بالشام، فأُخذ بالشام وحُبس، ثم قُتل في الحبس. وكان يزيدُ بن خالد بن عبد الله فيمن قتلَه بأبيه. وكان له عقب بالشام.

ومنهم قُتيبة بن سَعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي أبو رجاء. وهو من جلَّة المحدِّثين الحُفاظ الثقات الفضلاء. رَوى عن مالكٍ والليث وسفيانَ ابن عُيينةَ وعمَّه أبي محمد الوسيم بن جميل بن طريف وعبد العزيز بن محمد الدَّرواورْي ويحيى بن زكرياء بن ابي زائدة الهمْداني وجعفر بن سُليمانَ الضُّبعي وجرير بن حازم الجهضمي وبكر بن مُضرَ المدْحجي وحفص بن غياث النَّخعيِّ وأبي الأحوص سلام بن سُليم وحمَّاد بن زيد والوضاحِ بن أبي عَوانةَ ويعقوبَ بن عبد الرحمن القاريِّ وغيرهم. وروى عنه الأئمة: البخاريُّ ومسلم والترمذيُّ وأبو داود والنَّسائيُّ. وعُمِّر عُمراً طويلاً، وانتُفع به، جدَّد الله عليه رحمته ورِضوانه.

ومن ثقيف الأخنس بن شريف بن عمرو بن وهب حليف بني زهرة. وكان شريفاً فيهم، مطاعاً فيما يقول. وهو ردَّ بني زهرة عن حضور بدرٍ، فلم يشهد زهريٌّ مع المشركين وقعة بدر. وكان يصيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرد عليه بمكة. وفيه أنزل الله تعالى:) ولاتُطعْ كلَّ حلاَّف مَهين، همَّازٍ مشَّاءٍ بنميمٍ، منَّاعٍ للخير، مُعتدٍ أثيم، عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيمٍ (. ولم يقل) زنيمٍ (لعيب في نسبه؛ إن الله تعالى لا يعيب أحداً بنسب، ولكن حقَّق الله تعالى بذلك نعْتَه ليُعرف. والزنيم: الدخيل في القوم، وليس منهم. قال الخطيم التميميُّ في الجاهلية:

زَنيمٌ تداعاه الرجالُ زيادة ... كما زيدَ في عَرض الأديمِ الأكارعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>