غَضب. فقال عبد الملك: هذا، وأبيك، السؤددُ. ولم يل شيئاً قطُّ. وهلك في أول خلافة عبد الملك بن مروان بالبصرة. وعقبُهُ كثير. وفيه يقول الفرزدقُ من قصيدة يرثي فيها ابنه:
وقد مات بسطامُ بن قيسِ بن خالد ... ومات أبو غسانَ شيخُ اللهازمِ
واللهازمُ: عَنَزةُ بن أسد بن ربيعة، وعِجل بن لُجيم، وتيمُ الله، وقيس، وذُهل بنو ثعلبة بن عُكابة. ثم تَلهزمت حَنيفةُ بن لُجيم، فصارت معهم. والذهلان: شيبان وذهل ابنا ثعلبةَ بن عكابة.
ومن بني قيس بن ثعلبة على ما قال ابن قتيبة في " المعارف " باقلٌ: الذي يُضرب المثلُ بعيِّه، وكان اشترى عنزاً بأحد عشرَ درهماً. فقالوا له: بكم اشتريت العنزَ؟ ففتح كفَّيه، وفرقَ أصابعه، وأخرج لسانه، يريد أحد عشر دِرهماً. فلما عيَّروه قال:
يلومون في حمقهِ باقلاً ... كأن الحماقةَ لم تُخلقِ
فلا تُكثروا العذلَ في عيِّه ... فَلَلْعيُّ أجلُ بالأمْوَقِ
خروجُ اللسان وفتحُ البنانِ ... أحبُّ إلينا من المنطقِ
ومنهم هَبنَّقةُ القيسيُّ: المجنون، واسمُه يزيد بن ثَرْوان، وكُنيتُه أبو نافع، وكان يُحسن إلى أبله السِّمان، ويُسئ إلى المهازل. فسئل عن ذلك فقال: إنما أُكرمُ من أكرمَ الله، وأُهينُ مَن أهان وشرَد بعيرٌ لهبنَّقةَ، فجعل بَعيرين لمن