جاءَ به. فقيل له: أتجعل بعيرين في بعير؟ فقال: إنكم لا تدرون فرحةَ من وجد ضالَّتَهُ. وافترس الذئب له شاةً، فذهب بها. فقال له رجل: أُخلصُها من الذئب وآخذها؟ فقال له: إذا فعلت ذلك فأنتَ والذئبُ سواء.
ومن بني قيس بن ثعلبةَ الخِرنقُ بنت هِفَّانَ: وهي القائلةُ:
لا يَبْعدَنْ قومي الذينَ همُ ... سُمُّ العُداةِ وآفةُ الجُزْرِ
ومن بني شَيبان بن ثعلبةَ بن عُكابة بن صعْب بن عليِِِّ بن بكر بن وائل أبو عمرو الشيباني: واسمُه سعدُ بن إياسٍ. وكان من أصحاب ابن مسعودٍ وأدركَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره. قال: أَذْكر أني سمعتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمةَ، فقيل: خرجَ نبيٌ بتهامةَ، وقال: انتهى شبابي يوم القادسية أربعين سنة. وتُوفي سنة خمس وتسعين، وهو ابن مئة وعشرين سنةً. روى عنه جماعةٌ من الكوفيين.
ومن بني شيبانَ الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني: وُلد سنة اربع وستين ومئة، ومات في رجبٍ يوم الجمعة سنةَ إحدى وأربعين ومئتين. وقال قتيبة بن سعيد: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثَّوريِّ ومالك والأوزاعيِّ والليث بن سعدٍ لكان هو المقدَّم. وقال أبو ثَور: أحمد بن حنبل أعلمُ وأفقَهُ من الثوريِّ. وأصلُ أحمدَ مروزيٌ، ولد ببغدادَ، وسَمع شَريكاً وهُشيماً وغيرَهما. وروى عنه محمد بن يحيى الدُّهليُّ والبخاري ومسلم وأبو داودَ مُشافهةً.
وابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل: رُوي عنه الحديث، ورَوى عن أبيهِ ونُظرائه كثيراً.
ومن موالي بني شيبانَ أبو عبد محمد بن الحسن: صاحبُ أبي حنيفةَ. حضر مجلسَه سنتين، ثم تفقَّه على ابنه. وصنف الكتب الكثيرة، ونشر علم أبي حنيفةَ.