الكنانيُّ صاحبُ الشافعيُّ واضعُ " الحَيدة " مع بشر المريسيَّ بمجلس المأمون عبد الله بن الرشيد. وفي أيام المأمون قيل بخلق القرآن، وقال به، وامتحن أيضاً عليه. إلا أنه كان حليماً، إذ أبان له وضوح حجَّة انقاد إليها، وإن كان يخالفها. وكان بشر رجل سوء. قال الأزدي الموصليُّ الحافظ في، " كتاب الضعفاء المتروكين " له: بشر بن غياث المريسيُّ صاحب رأي لا يقبل له قول، كان كافراً بقوله: القرآن مخلوق. وقال أبو خالد يزيد بن هارون الواسطيُّ: حرَّضت أهل بغداد على قتل بشر المريسيُّ غير مرِّة. ويزيد بن هارون من جلَّة المحدَّثين. يروى عن إسماعيل بن أبي خالد، وحُميد الطويل، وإبراهيم بن سعد الزهريِّ ومالكٍ. ورى عنه أبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى التميميُّ وأبو خيثمة زهير بن حرب بن وعمر بن محمد الناقد. وكان زيد مولي لبني سليم. وُلد سنة ثمان عشرة ومئة، ومات بواسط سنة ستٍ ومئتين بخلافة المأمون.
وممَّن امتحن ابن أبي داود على القول بخلق القرآن أبا يعقوب يوسف بن يحيى البويطيَّ: من أصحاب الشافعيُّ. وكان حمل من مصر إلى بغداد، ومات في السِّجن، والقيدُ في رجليه، سنة أحدى وثلاثين ومئتين في خلافة الواثق. وقال أبو يحيى زكرياءُ بن يحيى الساجيُّ البصريُّ في كتابة: كان أبو يعقوب البُويطيُّ إذا سمع المؤذن وهو في السجن يوم الجمعة اغتسل ولبس ثيابه ومشى حتى يَبلُغ باب السجن،، فيقول له السجان: أين تريدُ؟ فيقول: أُجيب داعي الله! فيقول: ارجع عافاك الله. فيقول أبو يعقوب: اللهمَّ إنك تعلم أني قد أجبت داعيك فمنعوني.
وقال الشافعيُّ: ليس أحدُ أحقَّ بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس من أصحابي أعلم منه. ورُوي عنه قال: أبو يعقوب لساني. وقال الربيعُ بن سليمان المؤذِّنُ المُراديُّ: كان البُويطيُّ أبداً يحرِّك شفتيه بذكر الله تعالى، وما رأيتُ أحداً أنزع لحجةٍ من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البُويطيِّ.
وممَّن امتحن ابن أبي دؤاد أيضاً أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصريَّ: حُمل من مصر إلى بغداد، ولم يُجب ما طُلب منه. وانتهت إليه الرياسةُ بمصر. ومات بعد نيِّفٍ وستين ومئتين. وكان فقيهاً محدِّثاً. روى عن ابن