للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالدا فأقاله وأعتقه. وكان يكنى أبا عبد الله. قال يزيد بن هارون: قَدِم عكرمة البصرة، فأتاه أيوب وسليمان التَّيمي ويونس. فبينما هو يحدِّثهم سمع صوت غناء، فقال عكرمة: اسكتوا فنسمع. ثم قال: قاتله الله لقد أجاد. وقال: ما أجود ما غنَّى! فأمَّا سليمان ويونس فلم يعودا إليه، وعاد إليه أيوب. قال يزيد: وأحسن أيوب. وأصل عكرمة من " بربر ".

عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب: يكنى أبا محمد، ورأى النبيِّ صلى الله عليه السلام، وسمع منه وحفظ عنه. وكان أصغر سنا من أخيه عبد الله ن عبد عباس. يقال: كان يبنهما في المولد سنة.. استعمله عليُّ بن أبي طالب على اليمين وأمَّره على الموسم، فحجَّ بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين. فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه أيضا مع الموسم. وبعث معاوية في ذلك العام يزيد بن شجرة الرُّهاويَّ ليقيم الحجَّ، فاجتمعا وسأل كلُّ واحد منها صاحبه أن يسلِّم له فأبي. واصطلحا على أن يُصلِّي بالناس شيبة بن عثمان. وقتل بسر بن أرطأة العامريُّ القرشيُّ لعبيد الله بن عباس ابنين صغيرين، وهما عبد الرحمن وقثم حين بعثة معاوية إلى اليمين، وهرب عبيد الله عنها. ذكر أبن الأنباري عن أبيه، عن أحمد بن عبيد، عن هشام بن محمد، عن أبي منحف قال: لمَّا توجَّه بسر بن أرطأة إلى اليمين أخبر عبيد الله بن العباس بذلك، وهو عامل لعلي عليها، فهرب، ودخل بسر اليمين. فأتي بابني عبيد الله بن العباس، وهما صغيران، فذبحهما. فنا أمّها عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان من ذلك أمر عظيم.

فأنشأت تقول:

ها مَن أحسَّ بَنيَّيَّ اللذِين هُما ... كالدرَّتينِ تَشظَّى عنهما الصدفُ

ها مَن أحسَّ بَنيَّيَّ اللذِين هُما ... سَمعي وعقلي، فقلبي اليومَ مُخْتَطَفُ

حُدِّثْتُ بُسراً وما صدَّقتُ ما زعموا ... مِن قِيلهمْ ومن الإثم الذي اقْترفوا

<<  <  ج: ص:  >  >>