للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان، ثم أرسل معاوية بسر بن أرطأة إلى اليمن، فسبى نساء مسلماتٍ فأقمن في السوق.

وقال أبو عمر والشيباني: لما وجَّه معاوية بسر بن أرطأة لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام إليه معن بن يزيد بن الأخنس السلمي وزيادة بن الأشهب الجعديُّ فقالا: يا أمير المؤمنين نسألك بالله والرَّحم أن تجعل لبسر على قيس سلطاناً فيقتل قيساً بما قتلت بنو سليم من بنى فهرٍ وكنانة يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة. فقال معاوية: يا بسر لا إمرة لك على قيس. فسار حتى أتى المدينة بعدما أتى اليمن وقتل بها ابني عبيد الله بن العباس. ففرَّ أهل المدينة ودخلوا الحرَّة حرة بنى سليم. وفي هذه الخرْجَة التي ذكر أبو عمرو الشيبانِّي أغار بسر بن أرطأة على همدان وقتل وسبى نساءهم، فكنَّ أول مسلماتٍ سبين في الإسلام، وقتل أحياء من بنى سعدٍ.

وذكر أن معاوية أرسل بعد تحكيم الحكمين بسر بن أرطأة في جيش، فساروا من الشام حتى قدموا المدينة، وعامل المدينة يومئذ لعليٍّ أبو أيوب الأنصاريُّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففرَّ أبو أيُّوب ولحق بعلي، ودخل بسر المدينة، فصعد منبرها وقال: أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس؟ يعني عثمان ثم قال: يا أهل المدينة، والله لولا ما عَهِد إليَّ معاوية ما تركت محتلما إلا قتلته. ثم أمر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية، وأرسل إلى بني سلمة فقال: ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله. فانطلق حتى جاء أمَّ سلمة زوج النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لها: ماذا ترَين؟ فإني خشيتُ أن أُقتل، وهذه بيعة ضلالة. فقالت: أرى أن تبايع وقد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع، فأتى جابر بُسرا فبايع لمعاوية. وهدم بسرا دورا في المدينة. ثم انطلق حتى أتى مكة وبها أبو موسى. فخافه أبو موسى على نفسه أن يقتله فهرب. فقيل ذلك لبسر فقال: ما كنت أقتله وقد خلع عليَّا ولم يطلبه.

ويُعدُّ بسر بن أرطأة في الشاميين، وأتى اليمن، وله دار بالبصرة. ومات بالمدينة وقيل: بل مات بالشام بقية أيام معاوية. وخرِف في آخر عمره.

وكان عبيد الله بن عباس أحد أجواد الإسلام. وكان يقال: من أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>