وعليا وأمَّ هانئ، واسمها هند، وقيل فاختة وجُمانة. وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين، وعقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أكبر من عليٍّ بعشر سنين. وأمُّهم فاطمة بنت أسد بن عبد مناف بنت عمّ أبي طالب. وقال الزبير: وهي أول هاشمية ولدت لهاشميٍّ وأسلمت، وهاجرت إلى الله ورسوله. وماتت في المدينة في حياة النبيِّ عليه السلام، وشهد دفنها صلى الله عليه وسلم. وروى عطاء بن أبي رباح: عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أمُّ عليٍّ بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها. فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه! فقال: " إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرَّ بي منها، إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حُلل الجنة، واضطجعت معها ليُهوَّن عليها ".
وهلك أبو طالب مشركا بعد غزوة بدر. وقيل: إنه ذهب فلم يرجع، ولم يُدر له موضع ولا خبر، وهو أحد الذين تاهوا في الأرض. وكان مُحبَّا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله فيه مدائح. وكان خرج إلى بدر كرها، وجرى بينه وبين قريش حين خرجوا إلى بدر محاورة فقالوا: والله يا بني هاشم لقد عرفنا، وإن خرجتم معنا، أنَّ هواكم مع محمد. فرجع طالب إلى مكة مع من رجع، وهم بنو زُهرة مع الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثَّقفي، وكان حليفا لهم ومُطاعا فيهم. ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس إلا عديُّ بن كعب وبنو زهرة، فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد. وقال طالب حين رجع من غزوة بدر: