بخُزاعة ما صنعوا. فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه. فقال: يل بُنيَّة، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس، فلم أحبَّ أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: والله يا بُنيَّة لقد أصابك شرٌّ.
وبنتها حبيبة: روت عنها زينب بنت أمِّ سلمة عن أمِّها أمِّ حبيبة: روى سفيان بن عُيينة عن الزهريُّ، عن عروة، عن زينب بنت أمِّ سلمة، عن حبيبة بنت أمِّ حبيبة، عن أمِّ حبيبة، عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوم محمرّاً وجهه وهو يقول " لا إله إلا الله، ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وعقد تسعين أو مئة ". قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:" نعم، إذا كثُر الخبث ". قال سفيان: أحفظ عن الزهريُّ في هذا الحديث أربع نسوة تروي كلُّ واحدة منهنَّ عن الأخرى، كلُّهنَّ رأين النبيَّ عليه السلام، ثنتين من أزواجه: أمُّ حبيبة وزينب بنت جحش، وثنتين ربيبتيه: زينب بنت أمِّ سلمة وحبيبة بنت أمِّ حبيبة.
وتوفيت أمُّ حبيبة في خلافة أخيها معاوية سنة أربع وأربعين. وأمُّها صفيّة بنت أبي العاصي عمّة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ثم جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق بن سعد بن عمرو بن لُحي. وعمرو بن لُحي هو أبو خزاعة، وهي من سبي بني المصطلق. قالت عائشة: كانت جويرة عليها حلاوة وملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت بنفسه. قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها. قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة. فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. فقالت: يا رسول الله جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما لم يخفَ عليك. فوقعت في السَّهم لثابت بن قيس، أو لابن عمٍّ له. فكاتبته على نفسي، وجئتك أستعينك. فقال لها:" هل لك في خير من ذلك؟ " قالت: ما هو يا رسول الله؟ قال:" أقضي كتابتك وأتزوَّجك ". قالت: نعم. قال:" قد فعلت ".